الخميس، 3 يناير 2019

ايمان مرشد حماد //////

أنشودة الحياة

نحن لا نحب صناعة الموت
وليس من عادتنا حياكة الأكفان.
أهازيجنا أنشودة للحياة
أرواحنا تمتشق الحياة والعنفوان
نحن من نحمل شوقنا عبر الحدود.
نعتق المريمية في حقائب السفر
نعبئ جنى الزيتون في أنفاسنا.
نعبر بصابون الزيت للضفة الأخرى.
ننثر رائحة الزعتر في الخان القديم.

نسافر إلى آخر الدنيا
ولنا فيها المجد والحب العظيم
ومن أرضنا كانت الرسل تترى
هاجرنا... طردنا... تشردنا ....
وبين أحزمتنا لا زال يقبع مفتاح الذاكرة.

نحن شعب نعشق الحياة،
ندلل الصغار .
نحمل الجدات على أكتافنا المسافرة.
نلد الكثير من الأبناء والذكريات
نحن لسنا من يفرخ الإرهاب
نحن من نحمل الحب وكبرياء الذات.
أغنياتنا اّوف وميجنا،
وأبو زلفنا لم يحترف يوما حياكة الأكفان
نحن من نغذي النحل على براعم الأقحوان
ونحمل العوسج بين ثنايا الأمنيات.

نسافر للعالم القديم والجديد،
وقلوبنا تحمل الوطن الأسير،
بين أوراقنا نجفف الأزهار.
ونحمل بين حنايانا أول خفقة عشق،
وأول التماعة عين،
في حقائبنا حليب الأطفال.
وهدايا لعيد الأم،
وأرغفة نضجت على نار الحنين.
ورائحة قلوبنا شجن،
ونرتعد من رؤية الكفن.
ونصنع الشاي في الصباح،
ونعطره بنعناع الحكايات،
نبتهل إلى السماء،
ربنا لا تحرمنا رضا الأمهات,

في حاكورة بيتنا كهلُ
لم يطلب الموت الرحيم.
وفي شوارعنا أبناء يحملون الدواء لآبائهم.
نحن لا نحب الموت ولا ندعو لأحد بالجحيم.
ولم نمطر الدنيا بالفسفور الأبيض،
ولم نشوه أطفال اليابان،
نحن شعبُ نعشق الحياة،
نطرز الثياب بحرير الآهات.
نزور الأسرى
نحمل لهم أقراص الحميض
نهديهم الزيت والزيتون والزعتر,
نهزم السجان بعبق  الحب والإيمان

كل يوم نمارس الحياة.
نعيش يومنا كالمعتاد.
لا نفكر بالموت ولا حتى بالغزاة.
رجالنا يقلمون الزيتون،
ويحرثون الأرض،
يجمعون الغلال وقت الحصاد.
وعلى رؤوس الصبايا،
زادُ وماءُ وأغنيات.

وفي الطريق حديثُ ليس عن موتٍ
ولا انفجارات.
حديثنا عن أيام زمان،
عن زوادةٍ من الزيتون والبصل،
وبضع حبات  طماطم
نأكلها تحت الشجر،
ومن بعيد يشجينا صوت الزجل.

في المساء،
نذكر الزمن الماضي ونحن نفترش الأرض،
ونحادث النجوم ووجه القمر الوضاء،
ونحلم بأيام السرحات،
بالهمسات والضحكات
بجرار ماء فوق رؤؤس الصبايا.

نحن لا نحب صناعة الموت،
وليس من عادتنا حياكة الأكفان.

نحن شعبُ نحترف صناعة الحياة
وإنتاج الذكريات.
أليس درويشنا من قال : على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
#بقلمي
#إيمان_مرشد_حماد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق