الأحد، 27 يناير 2019

سوسن رحروح//////

/شكرا لأنكِ ابنتي /
في موسمٍ بالأمس مرّ قاحلاً
أخبروني
أن صوتي عاقرٌ
وأغانيّ يبابْ
جَلدوا دمي
أمطروني بالخرابْ
كلما حاولت أن أدنو
من حقول الخصب
أعادوني الى قفلٍ وبابْ
كنت أقتاتُ
من وجوهِ الناسِ تباشيرَ الحياة
كنت أقطف بسمةً
من أي غصنٍ
وأودعها رحم قصيدتي كنواة
علني في ذات يوم
أنجب شمساً
تُرجعُ لي ظلّي
وأحلام الدواة
......
ظلّ حلمي عالقاً
في حبلي السري
حتى
أيقظتني غيمةٌ حبلى
بآياتِ البشائر
أمطرتْ في عمري طيفاً
من سليلِ النور ِ
وشهدِ الياسمينْ
أيُّ دربٍ أخصبتْ رحمي
فجاءتْني بكِ
نسمةً ملأتْ روحي
طوفانَ عشقٍ
فتجليّتْ بمحراب دمي
آلهةً بضفائرَ جذلى
وتراتيلِ صلاة
وأعدتِ ترتيبَ الفصول ِ
والشخوصِ والرواةْ
كتبتني مسارَ حبٍّ عارمٍ
كانتْ خُطاكِ ترسم
على دربي  غداً
و في كلِّ زاويةٍ
حنيناً دافئاً
كنت معجزةَ القدر
 صوتي
صار ولوداً
و قلبي أخضر
حلَّ الربيعُ بمهجتي
وزارتني السنابل
ثمةَ طيفٌ قادمٌ
يمسح دمعةَ عيني الحائرة
ويزيلُ القحطَ من حقلي اليبابْ
صار عندي في روابي الروح
آلهةٌ وغارٌ وسماءْ
صار عندي طفلةٌ
تملأُ العمر بأعشاشِ الرجاءْ
صار عندي اليوم ابنةٌ
اسمُها الاولُ
من خيوطِ الفجرِ مجدولٌ
وأرغفةِ السعادة
والثاني صلاةٌ وصيامٌ وعبادة
أخبروني منذ آلاف السنين
ان صوتي عاقرٌ
خيّبَ الفجرُ ظنونَ الحاسدين
صار عندي ابنة ٌ
تناديني  أمي
كأجمل ألحانِ المساءْ
كأروع ايقونةٍ على صدرِ النجاءْ
أمي
أجمل ترانيمِ البقاءْ
فشكراً لأنك أنشودتي الأولى
شكراً لأنكِ إبنتي
/ سوسن رحروح #عشتار /

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق