بوح في زمن العجب..!!
---------------------------
عني أعبر..
أسوأ تلك اللحظات حالا..
هي تلك اللحظات التي تتطلب فيها الحال أن تقول..
أن تفوه..
أن تفصح..
لكن ترى العجز حليفك..
فلا الإفصاح سيرسم لوحة الدواخل..
ولا إنطلاق السهم سيحمل رائحة الإحساس..
إنما تموت الكلمات..
تحتضر على زاوية الشفاة..
فهناك معان..
يعبر عنها الصمت أفضل من اعتلاء أسوار الكلام..
في محاولة عبثية تضر أكثر مما تصلح..
ويبقى البوح في مثل تلك الحالات..
كطائر ليل حزين..
غير مرحب به..
يخالطه خيال اللجوء طمعا في راحة غير مكتوبة..
يصارع نوبات الرحيل بلا مأوى..
ألقته الأقدار على عتبات شرفات موصدة..
بعد أن أرخيت الأسدال لتحجب الأضواء الخافتة
عن ظلمة أشد..
وكأنها تعبير صامت هي الأخرى..
ولسان حالها يقول..
على قيد المحظور تقيم..
خارج نطاق المباح..
يجتاحني إعصار من العبث..
وموجة شغف تعصف ما تبقى من جدران الصمود..
أخيط ثياب الليل على جسد الكتمان..
أعانق سطوة الوجع جبرا..
كحي يزور قبرا..
أقرأ ما تيسر من آيات الحنين..
أتلو أسفار الشوق..
أعزف آخر ألحان الشجن..
ما بين أنين جذع يحن أن أهز أعالي الشجر..
لتساقط الرطب"""""
وبين إشتياق الشفاة الثملى لكأس الصحو..
أبصر على زواياها بقايا قطرات من خمر..
وكأنما ترفض في استماتة أن تغادر جسد كأس ملت الهذيان وأدمنت ظمأ الدواخل غيابا..
كأنها حبة قمح زرعت في أرض بور..
لتبقى بين سجون التراب..
وإن فرض وشب عودها وشق جوف البوار ليعلن أن الموت ينبت الحياة..
وأن ظمأ الإنتظار ينتج سنابل الوصال..
ستأبى أن تخضع لمواسم الحصاد..
لتبقى للأبد تضرب بجذورها في تلك الأرض..
لتقف عاجزا عن التفسير..
لا تدري أيهما يتمسك بالآخر..
أهي تربة البوار التي أدمنت عناق الجذور..
أم سنبلة صابئة ترفض أن تفي بموعد إنتهاء الأجل..
المهم أن البقاء قائم..
وتدرك النتائج دون بحث عن الأسباب..
الوجع قائم بقاء" ورحيلا..
فلا تأمل في الحالين..
فهل يرتجى من شوك عنب"""""
وهل يعتب على من لا يدرك حق اللوم والعتب"""""
ولا زال ما بين الضلوع من حكايا الوجع وسطور الأسى بقدر صحراء شاسعة من الرمال..
تذروها الرياح مع كل نوبة من نوبات الحنين..
ولا زال قفص الضلوع..
محض قبر يضم بين جنبيه جسد الشوق..
ارفع شراع المداد..
وهيئ مركب الرحيل في يم الألم..
وأغمس سن المداد في خاصرة المحابر..
واكتب..
اكتب يا قلم أول بوح مهترئ..
على جسد الورق..
أنزف حبرا بلون الدم..
ولا تهتم..
فكلهم مصابون بعمى الألوان..
لا يميزون إلا أصفر الذهب..
لا يهم من جاء ومن....
ومن ذهب..
لا يألمون على من أملى المداد حرف الوجع..
ولا يسألون لمن سطر المداد..
ولمن كتب..
ولا يبكون لسكرة الأوراق والصحائف والكتب..
لا يأبهون لمن ذهبت به ريح الخريف كل مذهب..
ولا ذلك الجثمان المسجى على خشبة الموت..
وقد أرخيت ستائر النسيان..
على الخشب..
وسلم مفاتيح الجفون من التعب..
المهم..
والأهم هو الذهب..
وإلى الجحيم يمضي قدما..
كل من تفوه بالهراء أو العتب..
فلا غرو..
ولا ضير..
ولا عجب..
فنحن أبناء الغباء..
والشقاء..
ونحن إن جاز الكلام..
أحفاد النصب..
ولا عجب..
وما زلت تسأل عن سبب..
يا للعجب..
...............
بقلمي..
كريم خيري العجيمي
---------------------------
عني أعبر..
أسوأ تلك اللحظات حالا..
هي تلك اللحظات التي تتطلب فيها الحال أن تقول..
أن تفوه..
أن تفصح..
لكن ترى العجز حليفك..
فلا الإفصاح سيرسم لوحة الدواخل..
ولا إنطلاق السهم سيحمل رائحة الإحساس..
إنما تموت الكلمات..
تحتضر على زاوية الشفاة..
فهناك معان..
يعبر عنها الصمت أفضل من اعتلاء أسوار الكلام..
في محاولة عبثية تضر أكثر مما تصلح..
ويبقى البوح في مثل تلك الحالات..
كطائر ليل حزين..
غير مرحب به..
يخالطه خيال اللجوء طمعا في راحة غير مكتوبة..
يصارع نوبات الرحيل بلا مأوى..
ألقته الأقدار على عتبات شرفات موصدة..
بعد أن أرخيت الأسدال لتحجب الأضواء الخافتة
عن ظلمة أشد..
وكأنها تعبير صامت هي الأخرى..
ولسان حالها يقول..
على قيد المحظور تقيم..
خارج نطاق المباح..
يجتاحني إعصار من العبث..
وموجة شغف تعصف ما تبقى من جدران الصمود..
أخيط ثياب الليل على جسد الكتمان..
أعانق سطوة الوجع جبرا..
كحي يزور قبرا..
أقرأ ما تيسر من آيات الحنين..
أتلو أسفار الشوق..
أعزف آخر ألحان الشجن..
ما بين أنين جذع يحن أن أهز أعالي الشجر..
لتساقط الرطب"""""
وبين إشتياق الشفاة الثملى لكأس الصحو..
أبصر على زواياها بقايا قطرات من خمر..
وكأنما ترفض في استماتة أن تغادر جسد كأس ملت الهذيان وأدمنت ظمأ الدواخل غيابا..
كأنها حبة قمح زرعت في أرض بور..
لتبقى بين سجون التراب..
وإن فرض وشب عودها وشق جوف البوار ليعلن أن الموت ينبت الحياة..
وأن ظمأ الإنتظار ينتج سنابل الوصال..
ستأبى أن تخضع لمواسم الحصاد..
لتبقى للأبد تضرب بجذورها في تلك الأرض..
لتقف عاجزا عن التفسير..
لا تدري أيهما يتمسك بالآخر..
أهي تربة البوار التي أدمنت عناق الجذور..
أم سنبلة صابئة ترفض أن تفي بموعد إنتهاء الأجل..
المهم أن البقاء قائم..
وتدرك النتائج دون بحث عن الأسباب..
الوجع قائم بقاء" ورحيلا..
فلا تأمل في الحالين..
فهل يرتجى من شوك عنب"""""
وهل يعتب على من لا يدرك حق اللوم والعتب"""""
ولا زال ما بين الضلوع من حكايا الوجع وسطور الأسى بقدر صحراء شاسعة من الرمال..
تذروها الرياح مع كل نوبة من نوبات الحنين..
ولا زال قفص الضلوع..
محض قبر يضم بين جنبيه جسد الشوق..
ارفع شراع المداد..
وهيئ مركب الرحيل في يم الألم..
وأغمس سن المداد في خاصرة المحابر..
واكتب..
اكتب يا قلم أول بوح مهترئ..
على جسد الورق..
أنزف حبرا بلون الدم..
ولا تهتم..
فكلهم مصابون بعمى الألوان..
لا يميزون إلا أصفر الذهب..
لا يهم من جاء ومن....
ومن ذهب..
لا يألمون على من أملى المداد حرف الوجع..
ولا يسألون لمن سطر المداد..
ولمن كتب..
ولا يبكون لسكرة الأوراق والصحائف والكتب..
لا يأبهون لمن ذهبت به ريح الخريف كل مذهب..
ولا ذلك الجثمان المسجى على خشبة الموت..
وقد أرخيت ستائر النسيان..
على الخشب..
وسلم مفاتيح الجفون من التعب..
المهم..
والأهم هو الذهب..
وإلى الجحيم يمضي قدما..
كل من تفوه بالهراء أو العتب..
فلا غرو..
ولا ضير..
ولا عجب..
فنحن أبناء الغباء..
والشقاء..
ونحن إن جاز الكلام..
أحفاد النصب..
ولا عجب..
وما زلت تسأل عن سبب..
يا للعجب..
...............
بقلمي..
كريم خيري العجيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق