الأحد، 24 مارس 2019

تناهيد///////

#الرسالة_الاخيرة

اشتقت لك.. بحجم السماء... ووسع الفضاء... اشتقت لك بقدر الدموع التي تنبع من عيني ولا تنضب...
بالأمس... في تمام العاشرة... دخلت أقتات على بعضٍ من حروفك... أشتم بعضًا من عطرك... أتلمس تفاصيل وجهك... وأذوبُ في ذكرياتك...
لتنتابني نوبة من الإختناق.. كادت دموعي تفرُّ من معتقلها أمام أهل الدار لتفضحني... أحسست كأني محاصرة... فكبتها في جوفي... شعرتها تضرب على جدران مقلتي بعنف... تريد التحرر من معتقلها...
لكني ابتلعتها مع تلك الغصة المقيتة التي تؤلم الروح...
فوجدتها تخترق صدري مزلزلةً قلبي.... مرهقةً لنبضه...
كدت أضْعُف... وأجري إليك... فأنا مجنونة كما تعلم...
لكني تذكرتك... ومدى معاناتك... فآثرت راحتك وسلامك الحالي على أن آخذ منك جرعة بسيطة من حروف... علّني أخلد للنوم بعد أن أستكين....
كنت فقط مشتاقة لسماع صوتك...أتسول همسة... بسمة صغيرة أو ضحكة أخيرة....
أتعلم...
صعب أن تقتلع شيئًا من داخلك نما وتفرعت جذوره في أعماقك فصار جزءا منك...
أنا أشعر بفراغ رهيب بعدك.... كأنك كنت كل عالمي... وفقدته فجأة...
لا رغبة لي بشيء نهائيا... أجلس بالساعات أشاهد التلفاز... أو ألعب بالألعاب الالكترونية.... أريد خنق الوقت...
أحاول أن أطالع كتابًا ما... لكني لا ألبث أن أغلقه... لا أريد أن أفكر وأرهق نفسي بالقراءة.... لا أريد أن يعمل عقلي حتى لثانية... لأنك تقفز دائما للواجهة وتحتل كل أفكاري...
لا أكتب هذا لأزعجك... ولست بانتظار رد منك... حتى أني أفضل أن لا ترد...
إلا اذا كان لديك حل... حل كي أستطيع أن أنساك...
لا أدري...
ربما أكتب لآخر مرة... فقد فقدت القدرة على البوح... كل يوم أنوي أن ألغي كل شيء يثبت وجودي... أن أمحو سنة كاملة من عمري... هل تعلم أني ألتقيتك في مارس أول مرة...؟؟؟
كنت أراقبك عن بعد... بصمت.... عشقت روحك النقية...
وها هو جاء مارس... يعلن الفراق أيضا...
سنة ... عام واحد في عمري... غيرني... هل تستطيع محو هذا العام من ذاكرتي يا أنْت....؟؟؟
أعلم أنك تحتاج لمحوه أكثر مني... أعلم أنك تريد أن تستعيد نفسك... وتعود لذاتك القديمة...
أعلم أنك تتعذب مثلي.... لكنني أخبرك أنك أقوى مني...
لطالما قلت لي أنني أقوى منك...
أنا هشة.. كقطعة زجاج مغطاة بالجليد... أقل نفحة من هواء... تشققت وتبعثرت ألف قطعة....
منذ عرفتك ماتت بداخلي تلك الفتاة الشرسة القوية... الفتاة القاسية.... وولدت على يديك أخرى... طفلة صغيرة كانت تبحث عن حنان وأمان وحب وتفهم.... وجدته كله لديك... فتعلقت بك...
أنت أروع رجل قابلته في حياتي... أول رجل خفق له قلبي... وسيظل ينبض باسمك... أول رجل بكت عليه عيني...
أول من تجردت أمامه من كل همومي وأسراري...
أول من هدمت بينه وبيني أي حاجز.... فكنت لك كتابا مفتوحا.... صدقني... كنت صادقة معك... فأمامك لم أعرف شيئًا يسمى الكذب...
سامحني لأني عكرت صفو حياتك...
سامحني لأني أتعبتك بحبي...
سامحني لغيرتي التي قهرتك...
سامحني لتملكي...
سامحني لعدد المرات التي خاصمتك بها...
سامحني لأني كنت وقحة معك...
سامحني لتجاهلك أحيانا...
سامحني لأني فكرت يوما أن أغيظك...
سامحني لأني أكتب لك...
سامحني...
إن اختفيت من حياتك فجأة...
فما عدت أقدر ... أنا أموت ببعدك ... ليتنا نستطيع أن نظل صديقين كأي صديقين... لكن لا صداقة بين حبيبين..
لن نفلح.. لن نكون أبدا كأخ وأخته...
اعتني بنفسك أيها الوسيم...
نَفّض الغبار عن كل ذكرى جمعتنا يوما...
واحتفظ بها في طيات قلبك....

..

#تناهيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق