الجمعة، 22 مارس 2019

وليد ع العايش////////

_ مقهىً قديم _
_________
هو المساءُ
القريبُ ؛ البعيد
الأعمى؛ البصير
يغتالُ الدموع حيناً
ويدعُ في أحداقنا
مُهلةً منْ خوفٍ , أو للسفرْ
هو المساءُ
الآتي منْ رحمِ ولادةٍ كُبرى
المُتهمُ ؛ البريءْ
يحملُ دفاترهُ المُهشّمةْ
وبعضَ الذكرياتْ
ينتشي برقصةٍ شرقيّةَ الأنفاسْ
وغجريةٌ منْ زمنِ الجنونْ
هو المساءْ
فكمْ يستحقُ الرثاءْ
وكمْ نستحِقُ نحنُ البُكاءْ
هو المساءُ , غريبٌ ؛ مُريبْ
كقطعةِ سُكرْ
أو كَقصّةٍ ترويها طفلةٌ
في مَحفلٍ صغيرْ
على عَجَلٍ يأتي
رُبّما يحْمِلُ المطرْ
ورُبّما يحْمِلُ أكثرْ
هو المساء , كالحُبّْ
يُباغِتُنا , فنصمتُ في سكونْ
بحضرتهِ قدْ نكونْ , وقدْ لا نكونْ
يُفاجئُ الشمسَ , فتتبخّرُ
كما يفعلُ الماءَ عندَ الصباحْ
يخرجُ منْ أسطوانةٍ لا لونَ لها
يُفاجِئُنا مرّةً أخرى
فَنُنشِدُ موالاً ؛ وأُغنيةْ
كغانيةٍ بِخصرها الغجريّ يأتي
أو ك رقصةٍ هنديةْ
فتورِقُ أشجانُ السهرْ
ويشتعلُ القلبُ دونَ نارٍ أو شموعْ
تختبئُ الجميلةُ في دِثارْ
هي تخشى أنْ يلوثها الغُبارْ
هو المساءْ
البعيدُ ؛ العنيدْ
لا شيءَ يُشبِههُ
إلاَّ صُراخَ النجوم
وصهيلُ القمرْ
كمْ ظننتُ بأنَّهُ غادر
مع قطارِ العابرينْ
وامتطى رَكْبَ المُسافرين
لكنّهُ كانَ هُنا
يُضاجِعُ بعضَ الغيومْ
فتنتشي كما أُنثى في خمرةِ ليلٍ
تسكرُ دونَ نبيذْ
هو المساءُ
يحتفلُ بِعيدهِ وحيداً , وحيدا 
عندما تُطِلُّ عليه أسرابُ الشجرْ
هو المساءُ
الضريرُ؛ البصيرْ
المتهمُ ؛ البريءْ
يُعاقِرُ جُثثَ المحاربين ويبتسم
حيثُ أشارَ النادلُ
في مقهىً قديم ... 
تصرخُ أُمّي : تعالَ ... تعالْ
فقدْ حلَّ ضيفٌ علينا
لقد جاءَ ؛ المساءْ ...
فقلتُ : كمْ يستحقُ المساءُ , الرثاءْ
وكمْ نستحِقُ نحنُ البُكاءْ ...
__________
وليد.ع.العايش
10/2/2019م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق