الأربعاء، 20 فبراير 2019

توفيق الفاطمي ///////

مازلت أتسكّع
في ذلك الرّكن المظلم
              من الحياة
مازلت أحتسي خطوات
 الرّحيل في           حانات الطّرقات
أدمنت التّرحال حتّى
عرفني     الشّرق والغرب
تعجّ سنين عمري
بضيج المحطّات
عاشرت الصمت
دفنت في قبور الكتمان
            ألف سرّ وألف قصة
بكيت من أجل
 أن يبتسم غيري
رمتني  الإنسانية في
          بحور لاتعرف النّجاة
 اِستفقت على خذلان
        طرق أبواب حياتي
منذ سنين أحاول أن
اسرق ابتسامة من شفاه القدر
 اُتَّهَمُ وأُرْمَى بذلك الحجر
قد أكون زنيت أنا بحقّ السّنين
لترجمني التّواريخ بكلّ الأيّام
لك أعود طاهرا
بتلك الرّوح التي تسكن جسدي
عذرا ..
قاسِ كنتُ معكِ أنا أيّتها الرّوح
حملتِ الكثير الكثير
أبحرتُ فيك في
    بحور المستحيل
 أغرقتكِ ألف مرّة
أطلقتُ عليكِ رصاص
 الوهم ألف مرّة
رميتكِ في سجون المسافات
       قيّدتك بقيود الأقدار والكتاب والجبين
        اليوم .. أطلق سراحك
اِرحلي ، حلّقي بسماء الحرّيّة 
واتركي القيود
     تحتلّ ذلك الجسد المنهك
الذي يبحث عن
       قبرٍ يتوارى فيه
أعدكِ لن أنساكِ أبدا
يوما ما سنلتقي مرّة
       أخرى بثياب    أخرى
قد يكون تغيّر كلّ شيء .

توفيق الفاطمي. يوميات راحل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق