معاناتي مع حرف..!!
...........................
معاناة حرف..
كتبتها مرارا..
بشتى الطرق..
أعاني فيك جفاف الحروف..
ماذا بعد آلاف الرسائل التي لم تكتمل..
وذلك البنيان المتهالك..
الذي أكله العطب..
ودب بين أضلاعة الملل..
يجرع كاسات الهزيمة..
الواحد بعد الآخر..
ويطوف على جسده الأمراض والعلل..
دار هجرها أهلها..
شيدت قصرا عالي البناء..
شاهقا حد السماء..
وحينما أنسل صبح الرحيل من غمد الغلس..
أقسمت إلا أن تكون طللا..
يبكي بحرقة رحيل الأهل..
وما كانت الجناية..
وهل أضحى الوفاء يوما جريمة بلا نص..
وخطيئة بلا غفران..
والشاهد أعمى..
والجاني قتيل..
والحارس هو في أصل التصنيف..
مسجون..
هو زمن إنتكست فيه الفطرة..
وانقلبت فيه الموازين..
شيطان أنت لتتمرد على ذلك القانون..
وإن شئت فقل اللا قانون..
سترجم..
وربما ستعدم شنقا على مقصلة الصمت..
أو حرقا حتى الفوت..
ستصرخ..
لكن بلا صوت..
ستعذب حد الموت..
(ستموت الحروف المضناة قبلك..
وتزهق روحها تحت أقدام العسكر..
حينما يعلن حكم القاضي بالخرس الأبدي..
لتتعلم لغة أخرى لم يدركها البشر بعد..
وهي البوح صامتا..
فيطلب منك أن تستخرج النقيض من النقيض..
لتكتب الشعر وتضرب أكباد الحروف..
ويحكم عليك أن تتقن في لغة الوجع الصرف والعروض..
وربما لو ادعيت البراءة من دم القريض..
ستشنق على أعتاب القوافي..
لتكون عبرة لكل من اعتبر..
وأيضا..
من لم يعتبر..
يا لجبروتك..
كيف تلوثت يدك بدم الكلام..
ثم تتبرأ من الأبجدية كلها دفعة واحدة..
وأنت غارق في الإثم حد الثمالة والسكر)..
وربما..
لو استعملت الرأفة سيحكم عليك بالتغرب داخل ذاتك..
مائة قرن أو يزيد..
فما جعل للسادة..
كيف يكون يوما للعبيد؟!..
كل جنايتك أنك كنت صادقا أكثر مما توقعوا هم..
وأنهم كانوا أكذب مما تخيلت أنت..
فأصبح الصدق خطيئة..
والقاضي من زمن الردة..
ألف كفر في شرعهم أن تغتسل من خطيئة الكذب..
وفرية الخذلان..
كيف لا وقد أصبحت عبادات يتقرب بهاا؟!..
كيف لا وأنت ستخذل ألف مرة؟!..
وكلما خطوت خطوة..
تعلق بك ألف متسلق..
ليصعد هو وتسقط أنت..
كان أولى بك أن تتوقع ذلك..
ولكن ﻷنك مريض بالصدق ستنفى..
أو ستسجن إنفراديا إلى أن تموت..
وتدخل غيبوبة قسرية..
داخل تابوت..
مكون من الضلوع
كأهل الكهف..
إلى أن يعود زمن يكون فيه اليوم خمسا وعشرين ساعة..
وأسبوعه ثمانية أيام..
وشهره إثنين وثلاثين يوما على التمام والكمال..
وتشرق شمسه من الغرب ليلا..
ويضئ قمره نهارا..
وتبحر فيه المحيط دون أن تبتل..
ويكون المد جزرا والجزر مدا..
وتصير قامتك أطول مما أنت عليه الآن..
لتمد يدك فتمسك الشمس..
وربما تخرق الأرض بقدميك..
أو تناهز الجبال طولا..
وربما..
ربما لا تغور أنجمه في نهاية الليل معلنة إنهزامها..
وأنى لنجم لا يلاقي أفولا..
ويطلبون إمارتك لأنك العاقل الوحيد في زمن أعقل من فيه مجنون بشهادة كل أهل الأرض..
وكيف لمجنون أن يشهد لمجنون بالعقل؟!..
تلك شهادة مجروحة حتما..
ولكن لأن ذلك لن يحدث أبدا..
فستفتح عينيك فجأة..
لتجد أنك تتوسد الثرى..
وتلتحف العراء..
منبوذا مذموما..
وجمهور من يمطرك عطفا تتعالى صيحاتهم..
كأصوات ال.....
و(إن أنكر الأصوات....)..
حتى تصل إلى حد الهرف..
لن تدرك وقتها كم كنت صابئا..
في زمن كل من فيه مؤمنون..
لأنهم يتلونون حسب المطلوب..
ولن يخبرك أحدهم وقتها..
ماذا عليك أن تفعل إذا أردت الكلام..
فتوسد الصمت فمك..
وتكسرت الحروف على مصارع الشفاة..
ليعلن على الملأ أنك آبق مقترف لجناية الوفاء..
وجريمة الصدق..
وقعت في جب الإخلاص..
فمن ستسأل الخلاص؟!..
وهل من مجيب؟!..
ستفتح عينيك فجأة لتجد أنك في معاناة مع الحروف..
وعداء مع الأبجدية..
فتستكين للصمت..
عفوا..
للموت..
فلأن تموت صامتا..
صائما عن الكلام..
قانتا..
قائما في محراب السكوت
أكرم لك من أن تتكلم فلا تسمع..
وناد..
إن أسمعت حيا..
ولكن..
لا حياة لمن تنادي..
وهل يستجيب الأموات؟!..
حتما لا..
ولأن الخيول تموت واقفة..
فستموت صامتا على التشبيه مع الفارق..
أن الخيول تصهل إلى أن تموت..
أما أنت..
فستموت بطول النصب دون أن تحج شفتاك كعبة الكلام..
وستختم رحلتك..
بعنوان فقط..
(معاناتي مع حرف)..
مجرد حرف..
وهذا أنا..
.............
من ترهات قلمي..
كريم خيري العجيمي
...........................
معاناة حرف..
كتبتها مرارا..
بشتى الطرق..
أعاني فيك جفاف الحروف..
ماذا بعد آلاف الرسائل التي لم تكتمل..
وذلك البنيان المتهالك..
الذي أكله العطب..
ودب بين أضلاعة الملل..
يجرع كاسات الهزيمة..
الواحد بعد الآخر..
ويطوف على جسده الأمراض والعلل..
دار هجرها أهلها..
شيدت قصرا عالي البناء..
شاهقا حد السماء..
وحينما أنسل صبح الرحيل من غمد الغلس..
أقسمت إلا أن تكون طللا..
يبكي بحرقة رحيل الأهل..
وما كانت الجناية..
وهل أضحى الوفاء يوما جريمة بلا نص..
وخطيئة بلا غفران..
والشاهد أعمى..
والجاني قتيل..
والحارس هو في أصل التصنيف..
مسجون..
هو زمن إنتكست فيه الفطرة..
وانقلبت فيه الموازين..
شيطان أنت لتتمرد على ذلك القانون..
وإن شئت فقل اللا قانون..
سترجم..
وربما ستعدم شنقا على مقصلة الصمت..
أو حرقا حتى الفوت..
ستصرخ..
لكن بلا صوت..
ستعذب حد الموت..
(ستموت الحروف المضناة قبلك..
وتزهق روحها تحت أقدام العسكر..
حينما يعلن حكم القاضي بالخرس الأبدي..
لتتعلم لغة أخرى لم يدركها البشر بعد..
وهي البوح صامتا..
فيطلب منك أن تستخرج النقيض من النقيض..
لتكتب الشعر وتضرب أكباد الحروف..
ويحكم عليك أن تتقن في لغة الوجع الصرف والعروض..
وربما لو ادعيت البراءة من دم القريض..
ستشنق على أعتاب القوافي..
لتكون عبرة لكل من اعتبر..
وأيضا..
من لم يعتبر..
يا لجبروتك..
كيف تلوثت يدك بدم الكلام..
ثم تتبرأ من الأبجدية كلها دفعة واحدة..
وأنت غارق في الإثم حد الثمالة والسكر)..
وربما..
لو استعملت الرأفة سيحكم عليك بالتغرب داخل ذاتك..
مائة قرن أو يزيد..
فما جعل للسادة..
كيف يكون يوما للعبيد؟!..
كل جنايتك أنك كنت صادقا أكثر مما توقعوا هم..
وأنهم كانوا أكذب مما تخيلت أنت..
فأصبح الصدق خطيئة..
والقاضي من زمن الردة..
ألف كفر في شرعهم أن تغتسل من خطيئة الكذب..
وفرية الخذلان..
كيف لا وقد أصبحت عبادات يتقرب بهاا؟!..
كيف لا وأنت ستخذل ألف مرة؟!..
وكلما خطوت خطوة..
تعلق بك ألف متسلق..
ليصعد هو وتسقط أنت..
كان أولى بك أن تتوقع ذلك..
ولكن ﻷنك مريض بالصدق ستنفى..
أو ستسجن إنفراديا إلى أن تموت..
وتدخل غيبوبة قسرية..
داخل تابوت..
مكون من الضلوع
كأهل الكهف..
إلى أن يعود زمن يكون فيه اليوم خمسا وعشرين ساعة..
وأسبوعه ثمانية أيام..
وشهره إثنين وثلاثين يوما على التمام والكمال..
وتشرق شمسه من الغرب ليلا..
ويضئ قمره نهارا..
وتبحر فيه المحيط دون أن تبتل..
ويكون المد جزرا والجزر مدا..
وتصير قامتك أطول مما أنت عليه الآن..
لتمد يدك فتمسك الشمس..
وربما تخرق الأرض بقدميك..
أو تناهز الجبال طولا..
وربما..
ربما لا تغور أنجمه في نهاية الليل معلنة إنهزامها..
وأنى لنجم لا يلاقي أفولا..
ويطلبون إمارتك لأنك العاقل الوحيد في زمن أعقل من فيه مجنون بشهادة كل أهل الأرض..
وكيف لمجنون أن يشهد لمجنون بالعقل؟!..
تلك شهادة مجروحة حتما..
ولكن لأن ذلك لن يحدث أبدا..
فستفتح عينيك فجأة..
لتجد أنك تتوسد الثرى..
وتلتحف العراء..
منبوذا مذموما..
وجمهور من يمطرك عطفا تتعالى صيحاتهم..
كأصوات ال.....
و(إن أنكر الأصوات....)..
حتى تصل إلى حد الهرف..
لن تدرك وقتها كم كنت صابئا..
في زمن كل من فيه مؤمنون..
لأنهم يتلونون حسب المطلوب..
ولن يخبرك أحدهم وقتها..
ماذا عليك أن تفعل إذا أردت الكلام..
فتوسد الصمت فمك..
وتكسرت الحروف على مصارع الشفاة..
ليعلن على الملأ أنك آبق مقترف لجناية الوفاء..
وجريمة الصدق..
وقعت في جب الإخلاص..
فمن ستسأل الخلاص؟!..
وهل من مجيب؟!..
ستفتح عينيك فجأة لتجد أنك في معاناة مع الحروف..
وعداء مع الأبجدية..
فتستكين للصمت..
عفوا..
للموت..
فلأن تموت صامتا..
صائما عن الكلام..
قانتا..
قائما في محراب السكوت
أكرم لك من أن تتكلم فلا تسمع..
وناد..
إن أسمعت حيا..
ولكن..
لا حياة لمن تنادي..
وهل يستجيب الأموات؟!..
حتما لا..
ولأن الخيول تموت واقفة..
فستموت صامتا على التشبيه مع الفارق..
أن الخيول تصهل إلى أن تموت..
أما أنت..
فستموت بطول النصب دون أن تحج شفتاك كعبة الكلام..
وستختم رحلتك..
بعنوان فقط..
(معاناتي مع حرف)..
مجرد حرف..
وهذا أنا..
.............
من ترهات قلمي..
كريم خيري العجيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق