عفوا سيدي..!!
...................
عفوا سيدي..
ماذا أقول؟!..
وهناك على شاطئ الذكريات..
ربان عاجز..!!
وحقائب ملئى بمعاطف التخلي والتنازل..
وسفن تأهبت للسفر..
وأشرعة منصوبة في الفراغ..
بلغت عتيا في الجفاء..
مثل الجبال طولا تناهز..!!
ولجج تفصل الوجود عن المرافئ..
وسدود وصدود وحواجز..!!
وسيف بالوقت يمضي إلى ساحة النحر..
وقديما قالوا..
أن سيف الوقت ماض..
وأن حد السيف ناجز..!!
وأن القدر محتوم من أزل..
والمصير محسوم قبلها..
معركة دارت رحاها..
فوق الرقاب..!!
وروائح الفراق على الأعتاب..!!
وقلوب باتت تأبى البقاء..
وتهوى الذهاب..!!
وأبحر وجبال..
باتت تفصل عيون الحضور..
عن تلال الغياب..!!
وأمان كم بالوهم رسمناها..
وعند انبلاج الفجر من رحم الظلام..
أضحت سراب(ا)..
وأرواح على مشنقة اللظى..
تئن البقايا..
وحمل الخطايا..
تقاسي العذاب..!!
وحلم أقرب إلى الخذلان والبوار..
من الوصول إلى غاية السؤل..!!
وقلوب تبكي بلا أمل..!!
وديار مهجورة..
كانت بالأمس روضا فسيحا..
واستحال بها الصبح العليل إلى طلل..!!
وجفون أرهقها طول السهاد..
وخافق أوهن من البلايا والعلل..!!
ونهار بشمس باهتة..
كأنه عن أمسه انفصل..!!
ورسالات..
ونبي كذب..
رمي بالنكران..
ومن قومه خذل..!!
وكتاب الرسالة في يدية يحتضر..
وباقي السطور في عينيه قد قتل..!!
والمتنبي..
شاعر العرب..
فقد الحروف والطيوف واعتزل..!!
وترك واد الشعر مظلمة..
بعدما التحف الرثاء ديدنه..
وهو شاعر الحب المعروف بالغزل..!!
وملاك..
في عرف الورى أضحى شيطانا..
بعدما أدمن كل قبيح..
وتخلى عن ملائكيته واستزل واستفل..!!
كإبليس لما رفض السجود لآدم..
طرد من جنة الرب..
ومن علوه نزل..!!
وألف نجم ينتحب في سماء حانقة..
أجبر على ترك الدار والمدار..
والمزار..
زورا لما جن الليل..
أفل..!!
وحارس على الأبواب..
سجين المصارع..
يصارع النسيان والأحزان..
عن دين الحراسة غفل..!!
وأمكنة..
لا زالت تقر بالولاء رغم الخسائر..!!
في زمن باتت الضمائر بلا ضمائر..!!
وكل جرح يدمي بلا ضماد..
والفاعل يبحث عن نائب..
بهتانا يلقي عليه تبعات النوائب..
والمرفوع على الرؤوس قد خفض..
وكل مكسور كتب عليه البقاء بلا جابر..!!
وكل الأجساد كفنت في زي الحنين..
وسدت تحت التراب حضن المقابر..!!
في زمان أشرف ما فيه أضحى دنيئا..
وأخلص ما فيه عهر المشاعر..!!
هل ترى؟!..
في زمن مثل هذا سيدي..
أن يبقى قلبي مخلصا..
أيظل طاهر..!!
عفوا عفوا سيدي..
أنا لن أقامر..!!
لا لن أغامر..!!
سأظل في سباتي أرقب..
ليلا طويلا أسودا..
أبكي وفائي أعينا..
أدمي المحاجر..
ما كنت يوما خائنا..
ما كنت يوما واهنا..
لله دري سيدي..
زادت جراحي عنوة..
أجت نيراني بأضلعي..!!
وقضت ظنوني مضجعي..!!
ونومي خاصم مخدعي..!!
وعيوني باتت سيدي..
من فيافي مقلتي..
تنبت سنابل أدمعي..!!
فاحصد عجافي إن أردت..
وإن أبيت حصاد مري..
فقل للمواجع أقلعي..!!
فما عدت أنا ذاك الأبي..
وفيك خارت قوتي..
وظلما وهنت أذرعي..!!
فقل للوساوس غادري..
تلك الديار وودعي..!!
عذرا إليك سأعتذر..
عن صمتي وجفوة مسمعي..!!
فما عدت في غدوة مقتلي..
يرنو إليك تطلعي..!!
فارسم بقايا خيبتي..
واشرع من فورك مصرعي..!!
واحكم في قيدك معصمي..
وقل لقيودك أوجعي..!!
أعلم أنا سنفترق..
وفي الفراق تبقى معي..!!
وإليك عذرا سيدي..
دعني أودع دربنا..
وقل للرماح لتمهلي..
ذاك الغبي المدعي..
حتى يصلي للرحيل..
ثم اقذفيه وأسرعي..!!
وإليك أخر أسطري..
فيها أحبك ما حييت..
أختمها بعطر توجعي..!!
مرحى فاضحك سيدي..
وقل لصراخي ساخرا..
شقي الفضاء وأسمعي..!!
وقل لباقي حبنا..
طف طويلا وابتهل..
مشعوذا..
حول المباخر..!!
فكل ليل مهما يطول..
يأتيه آخر..!!
.......................
بقلمي..
كريم خيري العجيمي
...................
عفوا سيدي..
ماذا أقول؟!..
وهناك على شاطئ الذكريات..
ربان عاجز..!!
وحقائب ملئى بمعاطف التخلي والتنازل..
وسفن تأهبت للسفر..
وأشرعة منصوبة في الفراغ..
بلغت عتيا في الجفاء..
مثل الجبال طولا تناهز..!!
ولجج تفصل الوجود عن المرافئ..
وسدود وصدود وحواجز..!!
وسيف بالوقت يمضي إلى ساحة النحر..
وقديما قالوا..
أن سيف الوقت ماض..
وأن حد السيف ناجز..!!
وأن القدر محتوم من أزل..
والمصير محسوم قبلها..
معركة دارت رحاها..
فوق الرقاب..!!
وروائح الفراق على الأعتاب..!!
وقلوب باتت تأبى البقاء..
وتهوى الذهاب..!!
وأبحر وجبال..
باتت تفصل عيون الحضور..
عن تلال الغياب..!!
وأمان كم بالوهم رسمناها..
وعند انبلاج الفجر من رحم الظلام..
أضحت سراب(ا)..
وأرواح على مشنقة اللظى..
تئن البقايا..
وحمل الخطايا..
تقاسي العذاب..!!
وحلم أقرب إلى الخذلان والبوار..
من الوصول إلى غاية السؤل..!!
وقلوب تبكي بلا أمل..!!
وديار مهجورة..
كانت بالأمس روضا فسيحا..
واستحال بها الصبح العليل إلى طلل..!!
وجفون أرهقها طول السهاد..
وخافق أوهن من البلايا والعلل..!!
ونهار بشمس باهتة..
كأنه عن أمسه انفصل..!!
ورسالات..
ونبي كذب..
رمي بالنكران..
ومن قومه خذل..!!
وكتاب الرسالة في يدية يحتضر..
وباقي السطور في عينيه قد قتل..!!
والمتنبي..
شاعر العرب..
فقد الحروف والطيوف واعتزل..!!
وترك واد الشعر مظلمة..
بعدما التحف الرثاء ديدنه..
وهو شاعر الحب المعروف بالغزل..!!
وملاك..
في عرف الورى أضحى شيطانا..
بعدما أدمن كل قبيح..
وتخلى عن ملائكيته واستزل واستفل..!!
كإبليس لما رفض السجود لآدم..
طرد من جنة الرب..
ومن علوه نزل..!!
وألف نجم ينتحب في سماء حانقة..
أجبر على ترك الدار والمدار..
والمزار..
زورا لما جن الليل..
أفل..!!
وحارس على الأبواب..
سجين المصارع..
يصارع النسيان والأحزان..
عن دين الحراسة غفل..!!
وأمكنة..
لا زالت تقر بالولاء رغم الخسائر..!!
في زمن باتت الضمائر بلا ضمائر..!!
وكل جرح يدمي بلا ضماد..
والفاعل يبحث عن نائب..
بهتانا يلقي عليه تبعات النوائب..
والمرفوع على الرؤوس قد خفض..
وكل مكسور كتب عليه البقاء بلا جابر..!!
وكل الأجساد كفنت في زي الحنين..
وسدت تحت التراب حضن المقابر..!!
في زمان أشرف ما فيه أضحى دنيئا..
وأخلص ما فيه عهر المشاعر..!!
هل ترى؟!..
في زمن مثل هذا سيدي..
أن يبقى قلبي مخلصا..
أيظل طاهر..!!
عفوا عفوا سيدي..
أنا لن أقامر..!!
لا لن أغامر..!!
سأظل في سباتي أرقب..
ليلا طويلا أسودا..
أبكي وفائي أعينا..
أدمي المحاجر..
ما كنت يوما خائنا..
ما كنت يوما واهنا..
لله دري سيدي..
زادت جراحي عنوة..
أجت نيراني بأضلعي..!!
وقضت ظنوني مضجعي..!!
ونومي خاصم مخدعي..!!
وعيوني باتت سيدي..
من فيافي مقلتي..
تنبت سنابل أدمعي..!!
فاحصد عجافي إن أردت..
وإن أبيت حصاد مري..
فقل للمواجع أقلعي..!!
فما عدت أنا ذاك الأبي..
وفيك خارت قوتي..
وظلما وهنت أذرعي..!!
فقل للوساوس غادري..
تلك الديار وودعي..!!
عذرا إليك سأعتذر..
عن صمتي وجفوة مسمعي..!!
فما عدت في غدوة مقتلي..
يرنو إليك تطلعي..!!
فارسم بقايا خيبتي..
واشرع من فورك مصرعي..!!
واحكم في قيدك معصمي..
وقل لقيودك أوجعي..!!
أعلم أنا سنفترق..
وفي الفراق تبقى معي..!!
وإليك عذرا سيدي..
دعني أودع دربنا..
وقل للرماح لتمهلي..
ذاك الغبي المدعي..
حتى يصلي للرحيل..
ثم اقذفيه وأسرعي..!!
وإليك أخر أسطري..
فيها أحبك ما حييت..
أختمها بعطر توجعي..!!
مرحى فاضحك سيدي..
وقل لصراخي ساخرا..
شقي الفضاء وأسمعي..!!
وقل لباقي حبنا..
طف طويلا وابتهل..
مشعوذا..
حول المباخر..!!
فكل ليل مهما يطول..
يأتيه آخر..!!
.......................
بقلمي..
كريم خيري العجيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق