رسالة إلى امرأة مجهولة28..!!
..........................................
إلى..
تلك التي أقمت في محراب أوراقها تراتيل البوح..
وهذيان القلم..
سكير حرفي على صراط الصحو يحبو..
وكأسي ممتلئ برضابك..
حد الثمالة..
يعتريني الخرس..
رجفة عابرة تمتطي سرج أناملي..
توقد سراج التعابير..
ومشكاة يأكلها العطب..
برائحة اسمك تتهادى في عرقها الحياة..
على وجل..
أتهاوى بداخلي..
أتبعثر..
وأتمرد..
ثم..
ثم أقيم ثورة من العبث على مسرح جسدي..
تجافيني الحروف..
كأنها تقيم مراسم حداد لا ينتهي..
وترتسم نعيا في فصل الرثاء..
أفتش في تاريخ أبجديتي بعناية..
شبح حرف يلوح من بعيد..
من عتمة الغياب..
ك غيابك الآثم سيدتي..
أظنه سيولد مرة ثانية..
في حياة أخرى..
وربما حيوات كثيرة..
ربما في عالم آخر..
عالم..
لا يهزأ بتلك المشاعر..
ولا يسخر من إقامة شعائر الحب..
وطقوس الهوى على حدود عينين..
وحول صومعة خيال يعشش في جدائل الذاكرة..
ربما في زمن..
يرى فيه أن العشق وطن والمعشوق إله هوى..
والوطن للجميع يا سيدتي فلست أحتكره لنفسي..
أما ما كان في حضرة الإله فهو لي وحدي..
وددت يا سيدتي..
أن أقرأ على عينيك مني السلام..
أن أسألك..
دون أن أنتظر الجواب..
فظاهر الحال يغني عن مداراة الرد وتزيين مقال لن يشفع في موت يتهادى رويدا..
وددت لو استراحت تلك المضغة بداخلي..
تلك التي..
لطالما أرهقتني سيدتي..
لطالما عذبتني..
لطالما أقامت مأتم العشق على بقايا جثمان يسكنني..
أو بقايا طلل أسكنه أنا على سبيل التلازم والحتمية..
فما منا إلا ويسكن مادة الجسد في العادة..
وتسكنه أشباح العذاب حينما تحل مواسم الوجع..
ولست أدري من أيهما شكواي تولد..
المهم أني ألزم تلك المفازة التي تقطعني عبورا إلى روض ربما يورق يوما..
أنت..
ربما يثمر يوما..
أنت..
وربما يتساقط ورق خريفه أيضا..
أنت..
فقد أقمتك في شرعي رمزا لكل الفصول..
شمسا لا يغريها غنج الغياب..
ولا يستهويها عري الأفول..
وددت يا سيدتي..
أن أقف صامتا في حرم طيفك..
لأسمع دوي الجواب الذي لم أنتظره يوما..
كالرعد..
على مدرجة المطر..
مقدمة للغيث والهطول..
أي نعم..
ما انتظرت الجواب..
لأن ما هو آت..
لا محالة آت..
لا يمنعه عني عارض..
إنتقال أو زوال أو حلول..
بل أتاني يهرول على هيئة صفعة صامته..
ربما طعنة رمح..
أو ضربة سيف..
أو رصاصة اللارحمة..
ربما جماع كل ذلك..
لست أدري..
ففي التيه تتوه عناوين الحقائق..
وتخمد نارالوجد في نبضي..
وتحت رمادها آلاف الحرائق..
وأنت يا سيدتي كنت ولا زلت أكبر متاهاتي..
تلك النظرية التي لم ترق يوما حد التطبيق..
محض وعود وعهود وكلمات تتناثر كالدماء تختلط في ذروة الوغى..
وآلاف الفرايا..
كالسهم خرجت من طرف اللسان لتقرع الأسماع كقرع طبول تعلن الحرب والبلى..
لتعلن خدعتك انتهاء عهد الدعة وبداية عصور من الغفلة..
أو عهود من التيه في سربال الذاكرة المفقودة..
وسرداب طويل من النسيان بغية التذكر..
وبالنقيض نميز الأشياء..
ومن عجب أن أطرق أبواب النسيان بحثا عن جمع شتات ذاكرة ثكلى..
أتذكر أني..
أني..
على حين غفلة..
سلمت لك كلي..
لأتخلى عني في حضرتك
مسجون أنا فيك..
منفي في أضلاعك رغما عني..
وددت أن أسألك يا سيدتي..
ألم تعدينني يوما بأنك ستبقين معي؟!..
ولي..
وبي..
فلماذا رحلت بدوني..
ولماذا لم يقتنع قلبي وعقلي بخرافة الرحيل..
ولماذا لم تبقي معي كما وعدتيني..
وفي أنا..
وفي جدا لذلك الوعد..
فقد بقيت أنتظرك يا سيدتي..
عند كل شروق وغروب..
أسأل عنك وجوه العابرين..
والطرقات الخاوية آخر الليل..
والأرائك الفارغة..
والأرصفة والأزقة والشوارع والحانات والردهات والشرفات الموصدة والستائر والخمائل والجدائل والأطيار والبلابل والعنادل..
والنسيم الصاخب..
والنهار العابث..
والليل الحزين..
والصيف والشتاء..
والصباح والمساء..
وتراتيل الربيع في كف الزهور..
وأوجاع الخريف حينما تضرب الأوراق والأجساد..
وتسقط ما يستر الخبايا عمدا..
وحكايا السمار في بهرج الغسق..
حينما نبتت يوما على قيد تاريخك..
وتبرعمت على ملة عشقك..
وأثمرت آلاف الأساطير..
كلها على شرعة هواك..
كذبة وفرية كانت يا سيدتي..
أي نعم..
لكنني صدقتها جهلا مني بعرف الكذب..
وصدقت بهتان كان ينساب من بين شفتيك كنهر رقراق يتدفق من أعالي رباك إلى تلك السفوح بداخلي..
كنت تقولين أنك تعشقينني..
والحقيقة أني كنت مغيبا..
غرا..
ساذجا..
صدقت الكذبة..
وعشتها بكل حواسي وجوارحي..
لدرجة نسيت نفسي على باب كذباتك..
خلعت روحي وأنحلتك إياها..
وكنت يا سيدتي أود من يعشقني أنا..
يعشق تلك الذات بداخلي..
مجردة من كل الألقاب والمزايا وال..
عطايا والمناصب..
والروافع والخوافض والنواصب..
ك حرف مجرد دون أن ينسب إلى كلمة..
أو يضم إليه غيره ليعرف به..
أو يعرف به غيره..
كنت أود يا سيدتي من تعشق ضعفي قبل قوتي..
تعشق فشلي قبل نجاحي..
تقبل بغضبي قبل حلمي..
وسخطي قبل رضاي..
تحب يأسي وحزني وتحترمهما كما تدين بأملي وفرحي وتزرع حبوبهما في راحتيها..
لكنك يا سيدتي آليت إلا أن تكوني ذلك الحلم الوردي وفقط..
حلم في الرخاء والسعة في ثياب الوهم..
وربما وهم في زي الأمنيات..
أما عند العاصفة يا سيدتي..
فلا حاجة لك بي..
أعلم يا سيدتي..
فقد عشت عاصفتي وحدي..
وانكفأت وحدي..
وعانيت ضعفي وحدي..
وعبرت درب أوجاعي وحدي..
وقمت وحدي..
وسرت قفر البرء وحدي..
وضربت كبد الظمأ وحدي..
كنت أمد يدي لألتمس ما أتشبث به..
لأقيم صلبي بعد كل انكفاءة..
لأجدني وفقط..
أنا ولااااا أي شئ آخر..
أما أنت يا سيدتي..
فلا عليك..
نعم..
لا عليك..
فللمرء من دهره ما تعودا..
وأنا أعتدت الوحدة..
فلم تعد تختلف كثيرا تلك الحياة..
عن ذي قبل..
كنت وحيدا..
وها أنا أعود وحيدا..
وسأبقى وحيدا..
فوحدة وعزلة في سلامة قلب وبدن..
خير من أنفاس تخالط أنفاسا تعقب وجعا وتنكص الراحة على عقبيها في عقيب رحيلها..
تسافر نحو مجهول لا أعرف ماهيته ولا عنوانه ولا مداه..
ولأنه على كل باغ لابد وأن تدور الدوائر..
فقد أتى دورك..
لتعيشي تلك الوحدة يا سيدتي..
فمدي يدك نحو الضياع معينا..
ترى هل يشبع السراب؟!..
ظمأ الهواجر..
أم تعيشين وحدتك..
موت على قيد الحياة..
وحياة في سكون الموت تهيم..
هو سؤالي الثامن والعشرين..
صوب قبلتك يولي وجهه..
بقايا نزيف في جعبة القلم..
ولست أنتظر الجواب..
..............................
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
..........................................
إلى..
تلك التي أقمت في محراب أوراقها تراتيل البوح..
وهذيان القلم..
سكير حرفي على صراط الصحو يحبو..
وكأسي ممتلئ برضابك..
حد الثمالة..
يعتريني الخرس..
رجفة عابرة تمتطي سرج أناملي..
توقد سراج التعابير..
ومشكاة يأكلها العطب..
برائحة اسمك تتهادى في عرقها الحياة..
على وجل..
أتهاوى بداخلي..
أتبعثر..
وأتمرد..
ثم..
ثم أقيم ثورة من العبث على مسرح جسدي..
تجافيني الحروف..
كأنها تقيم مراسم حداد لا ينتهي..
وترتسم نعيا في فصل الرثاء..
أفتش في تاريخ أبجديتي بعناية..
شبح حرف يلوح من بعيد..
من عتمة الغياب..
ك غيابك الآثم سيدتي..
أظنه سيولد مرة ثانية..
في حياة أخرى..
وربما حيوات كثيرة..
ربما في عالم آخر..
عالم..
لا يهزأ بتلك المشاعر..
ولا يسخر من إقامة شعائر الحب..
وطقوس الهوى على حدود عينين..
وحول صومعة خيال يعشش في جدائل الذاكرة..
ربما في زمن..
يرى فيه أن العشق وطن والمعشوق إله هوى..
والوطن للجميع يا سيدتي فلست أحتكره لنفسي..
أما ما كان في حضرة الإله فهو لي وحدي..
وددت يا سيدتي..
أن أقرأ على عينيك مني السلام..
أن أسألك..
دون أن أنتظر الجواب..
فظاهر الحال يغني عن مداراة الرد وتزيين مقال لن يشفع في موت يتهادى رويدا..
وددت لو استراحت تلك المضغة بداخلي..
تلك التي..
لطالما أرهقتني سيدتي..
لطالما عذبتني..
لطالما أقامت مأتم العشق على بقايا جثمان يسكنني..
أو بقايا طلل أسكنه أنا على سبيل التلازم والحتمية..
فما منا إلا ويسكن مادة الجسد في العادة..
وتسكنه أشباح العذاب حينما تحل مواسم الوجع..
ولست أدري من أيهما شكواي تولد..
المهم أني ألزم تلك المفازة التي تقطعني عبورا إلى روض ربما يورق يوما..
أنت..
ربما يثمر يوما..
أنت..
وربما يتساقط ورق خريفه أيضا..
أنت..
فقد أقمتك في شرعي رمزا لكل الفصول..
شمسا لا يغريها غنج الغياب..
ولا يستهويها عري الأفول..
وددت يا سيدتي..
أن أقف صامتا في حرم طيفك..
لأسمع دوي الجواب الذي لم أنتظره يوما..
كالرعد..
على مدرجة المطر..
مقدمة للغيث والهطول..
أي نعم..
ما انتظرت الجواب..
لأن ما هو آت..
لا محالة آت..
لا يمنعه عني عارض..
إنتقال أو زوال أو حلول..
بل أتاني يهرول على هيئة صفعة صامته..
ربما طعنة رمح..
أو ضربة سيف..
أو رصاصة اللارحمة..
ربما جماع كل ذلك..
لست أدري..
ففي التيه تتوه عناوين الحقائق..
وتخمد نارالوجد في نبضي..
وتحت رمادها آلاف الحرائق..
وأنت يا سيدتي كنت ولا زلت أكبر متاهاتي..
تلك النظرية التي لم ترق يوما حد التطبيق..
محض وعود وعهود وكلمات تتناثر كالدماء تختلط في ذروة الوغى..
وآلاف الفرايا..
كالسهم خرجت من طرف اللسان لتقرع الأسماع كقرع طبول تعلن الحرب والبلى..
لتعلن خدعتك انتهاء عهد الدعة وبداية عصور من الغفلة..
أو عهود من التيه في سربال الذاكرة المفقودة..
وسرداب طويل من النسيان بغية التذكر..
وبالنقيض نميز الأشياء..
ومن عجب أن أطرق أبواب النسيان بحثا عن جمع شتات ذاكرة ثكلى..
أتذكر أني..
أني..
على حين غفلة..
سلمت لك كلي..
لأتخلى عني في حضرتك
مسجون أنا فيك..
منفي في أضلاعك رغما عني..
وددت أن أسألك يا سيدتي..
ألم تعدينني يوما بأنك ستبقين معي؟!..
ولي..
وبي..
فلماذا رحلت بدوني..
ولماذا لم يقتنع قلبي وعقلي بخرافة الرحيل..
ولماذا لم تبقي معي كما وعدتيني..
وفي أنا..
وفي جدا لذلك الوعد..
فقد بقيت أنتظرك يا سيدتي..
عند كل شروق وغروب..
أسأل عنك وجوه العابرين..
والطرقات الخاوية آخر الليل..
والأرائك الفارغة..
والأرصفة والأزقة والشوارع والحانات والردهات والشرفات الموصدة والستائر والخمائل والجدائل والأطيار والبلابل والعنادل..
والنسيم الصاخب..
والنهار العابث..
والليل الحزين..
والصيف والشتاء..
والصباح والمساء..
وتراتيل الربيع في كف الزهور..
وأوجاع الخريف حينما تضرب الأوراق والأجساد..
وتسقط ما يستر الخبايا عمدا..
وحكايا السمار في بهرج الغسق..
حينما نبتت يوما على قيد تاريخك..
وتبرعمت على ملة عشقك..
وأثمرت آلاف الأساطير..
كلها على شرعة هواك..
كذبة وفرية كانت يا سيدتي..
أي نعم..
لكنني صدقتها جهلا مني بعرف الكذب..
وصدقت بهتان كان ينساب من بين شفتيك كنهر رقراق يتدفق من أعالي رباك إلى تلك السفوح بداخلي..
كنت تقولين أنك تعشقينني..
والحقيقة أني كنت مغيبا..
غرا..
ساذجا..
صدقت الكذبة..
وعشتها بكل حواسي وجوارحي..
لدرجة نسيت نفسي على باب كذباتك..
خلعت روحي وأنحلتك إياها..
وكنت يا سيدتي أود من يعشقني أنا..
يعشق تلك الذات بداخلي..
مجردة من كل الألقاب والمزايا وال..
عطايا والمناصب..
والروافع والخوافض والنواصب..
ك حرف مجرد دون أن ينسب إلى كلمة..
أو يضم إليه غيره ليعرف به..
أو يعرف به غيره..
كنت أود يا سيدتي من تعشق ضعفي قبل قوتي..
تعشق فشلي قبل نجاحي..
تقبل بغضبي قبل حلمي..
وسخطي قبل رضاي..
تحب يأسي وحزني وتحترمهما كما تدين بأملي وفرحي وتزرع حبوبهما في راحتيها..
لكنك يا سيدتي آليت إلا أن تكوني ذلك الحلم الوردي وفقط..
حلم في الرخاء والسعة في ثياب الوهم..
وربما وهم في زي الأمنيات..
أما عند العاصفة يا سيدتي..
فلا حاجة لك بي..
أعلم يا سيدتي..
فقد عشت عاصفتي وحدي..
وانكفأت وحدي..
وعانيت ضعفي وحدي..
وعبرت درب أوجاعي وحدي..
وقمت وحدي..
وسرت قفر البرء وحدي..
وضربت كبد الظمأ وحدي..
كنت أمد يدي لألتمس ما أتشبث به..
لأقيم صلبي بعد كل انكفاءة..
لأجدني وفقط..
أنا ولااااا أي شئ آخر..
أما أنت يا سيدتي..
فلا عليك..
نعم..
لا عليك..
فللمرء من دهره ما تعودا..
وأنا أعتدت الوحدة..
فلم تعد تختلف كثيرا تلك الحياة..
عن ذي قبل..
كنت وحيدا..
وها أنا أعود وحيدا..
وسأبقى وحيدا..
فوحدة وعزلة في سلامة قلب وبدن..
خير من أنفاس تخالط أنفاسا تعقب وجعا وتنكص الراحة على عقبيها في عقيب رحيلها..
تسافر نحو مجهول لا أعرف ماهيته ولا عنوانه ولا مداه..
ولأنه على كل باغ لابد وأن تدور الدوائر..
فقد أتى دورك..
لتعيشي تلك الوحدة يا سيدتي..
فمدي يدك نحو الضياع معينا..
ترى هل يشبع السراب؟!..
ظمأ الهواجر..
أم تعيشين وحدتك..
موت على قيد الحياة..
وحياة في سكون الموت تهيم..
هو سؤالي الثامن والعشرين..
صوب قبلتك يولي وجهه..
بقايا نزيف في جعبة القلم..
ولست أنتظر الجواب..
..............................
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق