السبت، 29 يونيو 2019

توفيق الفاطمي //////

رقصة الموتى..

///////////////////
راقصيني فوق
 تراب تلك القبور التي تناثرت هنا وهناك
بعد قليل تمتلئ
منصّة القبورْ
أنا دعوت الجميع لا تقلقي
دعوتُ ذلك الصّديق الذي قتل بسيوف المسافاتْ
وذلك الشّاب الذي قتلته الأقدارْ
دعوتُ ذلك الرجل الكبير المسنّ الذي عشق طفلة لاتنتمي الى تلك التجاعيد التي خطّها الزّمن على تقاسيم وجهه البريءْ
دعوتُ ذلك الشّاعر الذي قتلته حروف الحبّ ودفن في مقابر الأبجديّة 
دعوتُ حتّى تلك المرأة التي قتلت برصاص الخيانة وهي تبتسمْ
دعوتُ الدّواوين والقصائد التي كُتبت في كلّ كتب العاشقينْ
دعوتُ حتّى الذّكريات والفصول التي تحتوي كلّ اللّقاءاتْ
لا تقلقي سيأتي الموتى وكلّ واحدٍ منهم يرتدي أجمل قصّة ويحمل بيده وثيقة عهد الوفاءْ 
دعوتُ جميع الأمواتْ
الذين قتلتهم الجراحاتْ
حضر الجميع
وبدأ الحفل في تلك اللّيلة
أضاء السّماء ألف قمرْ
في تلك اللّيلة بكى الجبين واِنتحب القدرْ
وبدأت تراقصني وهي ترتدي أثوابا طرزت بكلّ قصائد الشّعرْ
جعلتني أرتدي روح تلك الذّكرى التي في قلبي تستقرْ
شممتُ رائحة ذلك العطرْ
الذي يمتلئ بالحنين
رائحة تشبه رائحة ثياب الأمّ عندما تحتضرْ
شممت ذلك العطرْ
الذي فارقني منذ الصّغرْ
أعادتْ لي الرّوحْ
أعادتْ لي العمر الذي بين تراب القبور اِندثرْ
ثمّ غادرتني
وهي تعتذرُ وتعتذرْ
وتقول وداعا ..
كلّ قصائد شعرك لا تستطيع أن تغيّر هذا القدرْ
وداعا حبيبي
ستبقى مشاعرك منقوشة فوق قلبي كالأثرْ
وداعا سأعود إلى تلك الدّنيا التي تتنفّس الضّجرْ
وعد أنت أرتدي أثواب الخيال وأغلق أبواب القبرْ
وأنتظر أعدك سأعود مرة أخرى أنتظر
ضجّت القبور بالبكاء وسقطت من عيون السّماء زخّات المطرْ

توفيق الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق