الأربعاء، 12 يونيو 2019

كريم خيري العجيمي ///////

رسالة إلى امرأة مجهولة32..!!
.........................................
إليك..
أيتها السابحة في محيط الذكريات..
رغم جفاف لجة الإبحار..
كقيعة ضرب كبدها الإضمحلال..
رغم بعد أعماقها..
وتسامت عن الإرتقاء..!!
من اعتناق اليبس دينا..
إلى الإعتقاد في شريعة الماء..!!
ويخبرني علم الغياب..
يا سيدتي..
أنه يكذب..
من قال بأن الموت مرة..
فقد مت على يديك آلاف المرات..
وتجرعت كئوس المرارة والشقاء..!!
مشنوق أنا..
ومشنقتي..
جدائل لا زالت بقايا عطرها تعانق عمق أنفاسي..
كشعاع شمس يعانق عند الصباح..
وجه الندى ليموت..
فسبحان من جعل في موت..
حياة..
وجعل من بعد الحياة موتا وبلى..
محرم علي وأنا على قيد الحياة أن ألتقيك..
كالشمس والقمر..
فهل علمت قبلا أن الشمس والقمر؟!..
في غير القيامة يجتمعان..!!
غريق أنا..
وغرقي يا سيدتي..
كوثر في دروب عينيك يسيل..
ليعلن مرسوما بغرق في عمق يرتسم على حدود أجفان..!!
فهل رأيت قبلي غريقا على الشطئان؟!..!!
ظامئ أنا يا سيدتي..
وسقيا لحظك تتصدق بالشراب على ملأ العابرين..
وأنا جارك الذي جار عليه زمان شحيح..
فلم تشمله يوما وصية السقيا..
ولم يعشق زمانه إغاثة اللهفان..!!
أنا يا سيدتي ما أخترت يوما دروبا لا تصل في النهاية إليك..
بل كل الدروب التي لا تؤدي شعابها إلى عينيك..
باتت تختارني..
أنا يا سيدتي ذلك الموثوق إليك طوعا..
وكرها..
رغم أنف ذلك الرفض والعصيان..!!
ومنذ متى ونحن نختار محاكاة الموت ونحن على قيد الحياة وتتابع الحدثان..!!
أنا يا سيدتي ذلك الراحل في غمرة اشتياق آبق..
كأعمى يقوده أبكم في درب ممتد من الأحزان..!!
وكأني بي أرحل من ذاتي..
إلى ذات لم تكن يوما لتقبلني..
وكأنني عالم من البطلان..!!
لم تقبلني تلك الذات سيدتي..
ولو..
ولو محض ظل..
يستظل به من حر الهجير..
حتى إذا ما مالت شمس النهار عن الأذى..
مال به الزمان إلى زوال..!!
كل الدروب إلى عينيك معبدة إلى..
إلا دربا تخطوها قدماي..
تقتفي أثر الوصال..!!
وتقرأ ريح اللقيا..
في قميص بشارة على ذمة العدم..
لن يكون..
وهل يأتي المحال بغير محال؟!..!!
فراح يعقد زيجة الغياب..
والصبر..
كأس النخب على طاولة السمار..!!
يعافها جموع الحاضرين عداي..
مكتوب علي أن أتجرع مرارتها..
وأعقبها برغيف من انتظار..!!
لعلي يوما أرافق حضرة هواك في خلوة..
يخلو فيها وجه الزمان من ندوب جراح غائرات..
ويصفو من الأكدار..!!
أنا يا سيدتي..
ذلك المسمى في كل أبجدية تطالعها عيناك حزنا..
ضاقت به الأرض ذرعا..
مسجون الهوى بلا أسوار..!!
دمية في يد الأقدار..!!
وكأن ذاك القدر صبي يعشق اللهو..
ولا زلت أنا في شرع عينيك..
تلك الصحراء التي تموج عطشا..
ووقع صمتي يقرع الأبواب..
نحو الكلام..
وفي حضرة الغياب يستأذن الصمت..
أن يغادر أطراف الشفاة..
إلى الجانب الآخر..
إلى الإفصاح..
أن يغامر..
أن يسافر عبر خلجاتي..
وبعض البوح محرم..
في حضرة السلطان..!!
وهنا يا سيدتي..
صمت الكلام عن الكلام..
والسلام رغم الصمت..
ما عمني..
ولما قرأت يا سيدتي طالع الغياب..
وفتحت دفتر نبوءاتي..
وجدت بعثا ونشورا وصراطا..
وقيامة..
وضيقا..
بقدر اتساع الدنيا..
تبدو فيه زواياها أضيق من سم الخياط..
تساءلت يا سيدتي..
فتشت في عمقي..
ليخبرني فلك الغياب بحلول موعد مؤجل لقيامة النبض..
لتحل بعدها..
تلك السني العجاف..
التي تبدو فيها صورة ذلك الوجه القابع في سراديب الذاكرة..
كخريطة وطن من الأسى والخذلان..!!
فهل ترانا؟!..
بأيدينا أخترنا الحزن أو اللا حزن يا سيدتي...
سؤالي الثاني والثلاثين في حضرة الاشتياق..
تسوقه إليك آخر نوبة مد..
قبل حلول زمن الإنحسار..
وموت الأمنيات على رمال الهجر..
وقد لفظتها الأعماق..
فهل من جواب؟!..
إليك..
.......
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق