(الحُسْنُ السُّورِي)
أيا فؤاداً مُحتَرِقا
بعِطرِ ليلى إذ عَبَقَا
برفَّةِ الجَفنِ العَسَلِيْ
برَمشِهَا البَادِي شَفَقَاً
ففُلُّها يجرِي بِدمِي
بمائِهَا يطفُو غَدَقاً
حريرُ كفّيْها كَفَنِي
يلُفُّنِي طبقاً طبقاً
إذا تَثَنَّت غُرَّتُها
لِخَفْقِها قَلبِي خَفَقَاً
مذاقُها بُنٌّ ، و غَدِي
بنكهَةِ البُنِّ احتَرَقا
رحيقُها وَرْدٌ دَبِقٌ
ببابِ قلبِيْ إذ طَرَقا
تحيَّرَت في مخبَئِها
فكانَ مِن عينِي الحَدَقا
...
عبيرُها ضوعُ النَّفَسِ
جبينُها ضوئِي قبَسِي
فيا عيوناً كالنَّعَس
تطُوفُ قلبِيْ كالعَسَسِ
كعاشِقِ الرُّوحِ احتبِسي
بروح روحي و انغَمِسِي
و يا أغانِيَّ انبَجِسي
لِسِحرِها احتَالِي اقتَبِسي
....
صفاءُ عينَيهَا عِنَبٌ
و همسُ خدَّيهَا طَرَبٌ
بَرِيقُ جَفنَيهَا شَغَبٌ
و مُرهَقٌ قَلبِيْ تَعِبٌ
فحلوتِي حُسنٌ أدبٌ
و بحرُ خدَّيها خَبَبٌ
....
جمالُها وردٌ جُوري
و همسُها بوحُ الدّورِي
فمِيدِي يا أرضِي ثُوري
و شَعشِعِي طيفَ النُّورِ
بِرَقْصةِ الحُسنِ السُّوري
جمالُها سِحْرٌ ساري
تَغَلغَلَتْ في أحباري
و عشَّشت في أشعاري
كعَوسَجٍ يغزُو داري
ضِيا سَناها نُوَّاري
بَنَفسَجٌ في أسحاري
رَمَتْ سماها أقماري
بلؤلؤ كالزنارِ
فَرَاشُها ناغى وَسَنِي
بناعِمِ الخدِّ الحَسَنِ
بِحُبِّها أبني مُدُني
أشيد شِعراً مِن شَجَنِي
فرِيْقُها نهرٌ عَدَنِي
و دمعها كُفرٌ وَثَني
تراقصَتْ كالكُمَّثْرَى
بحُجرةِ القلبِ اليُسرى
فكانَ فُوها لي مَسرى
و كنتُ و الدُّنيا أسرى
لرَعشَةِ الخَصر السَّكرى
#راوند_دلعو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق