الثلاثاء، 23 أبريل 2019

تناهيد عبد الرحمن///////

#ثوب_زفاف

كأي فتاة طبيعية...
لطالما حلمت بذلك الفستان الأبيض...
وأمير على صهوة حصان...
قادم ليأخذني في رحلة للقمر...
ليقطف لي النجوم ويصنع منها عقدًا يطوق به جيدي....
سنوات عمري الصغيرة لم تجعلني أفهم المعنى الحقيقي للزواج إلا بهذه الصورة...
ثلاثة عشر ربيعا...
ما زلت أصفف شعر دميتي الشقراء...
وألعب مع صديقتي لعبتنا المفضلة
"جيران"...
خلف بيتنا القديم...
تزورني وأزورها كما يفعل الكبار...
لطالما ناديت أخي الصغير ونادت أختها...
وأقمنا عرسًا لهما....
رقصنا وغنينا وعانقت ضحكاتنا السماء...
لكن تغير كل شيء ذات مساء...
حين زارنا رجل غريب...
زينتني أمي كما أفعل مع دميتي...
ورشت العطر على ثيابي الجديدة...
وضعت لي الكحل لأول مرة...
ومن فرط سعادتي ركضت كي أريها لوالدي...
هناك في مجلس الضيوف...
نهض أبي يستقبلني حاضنا...
وأنا لا أكف عن الثرثرة...
أنظر لكحل عيني وثوبي الجديد..
لم يقل شيئًا....
اكتفى بأن أجلسني جانبه...
طالعت الوجوه الضاحكة...
وأمي الفرحة...
تقدم أكواب عصير الورد للحضور...
فجأة علت الزغاريد وتم القرار...
وأصدر الحكم وتم البيع على غفلة مني...
بعد أيام ...
أرفل بثوب أبيض وأنا ألامس السماء من فرط السعادة...
الكل يرقص فرحا...
حتى صديقتي كانت تشاركنا الرقص...
على أنغام مزامير الظلم...
فجأة...
وجدت نفسي في حجرة وحدي...
مع أحد الضيوف..
قيل لي أنه صار زوجي...
كان رفيقا لأبي...
كنت أناديه عمي....
تلك الليلة أرجعوني لبيتي...
ملفوفة بثوبي...
لكنه لم يكن أبيض...
بل كان ملوثا بالدماء....
استقبلتني أمي بالبكاء....
غريب...
منذ قليل ودعتها ضاحكة...
كانت تهزني صارخة...
استيقظي طفلتي...
انهضي...
ابتسمت لها وحاولت مسح دموعها عن وجهها...
لكن كف يدي الصغير عانق الهواء...
ياااااه...
أراني محلقة...
عاليا نحو السماء...
لدي جناحان جميلان أبيضان...
طالعت أمي من علو هاتفة لها..
أنا أطير أمي أنا أطير...
أنظري إلي...
لكنها لم تلتفت نحوي...
بل ما زالت تحتضنني بقوة وأبي يحاول سحبي من بين ذراعيها...
أما أنا...
تابعت تحليقي ولم ألتفت نحوهما مجددا....

#تناهيد_عبد_الرحمن🦋

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق