الاثنين، 24 ديسمبر 2018

اسحاق عثمان //////

* رِحلَةُ ضوء *

إحترَقتُ كعودِ ثِقاب ..
أنهى انفعالهُ بعدَ اتّقاد
تُراهُ .. يعودُ بعدَ رماد ؟
وذاكَ من بعدِ احتِراق
وإغماضُ جفن الرّيح ..
إذ أخمدَها مني صحيحُ النوايا
فَهل يصحُّ الرماد سماد ..
ويُثمِرُ البقاء ؟

ما عادَ الحقلُ جُعبةُ الفُقراء !؟
يُكَشِّرُ الجوعُ عن نابهِ ..
ويُسَدِّدُ الثأرُ من الحِرمانِ خُطاه

مِنجلُ الروح ..
يُزَمجِرُ في وجهِ غاصبهِ
ويواسي صاحِبهُ في عزاء
هل كُنّا في يومٍ غُرباء ؟؟!
كيفَ لِسُنبُلَةٍ ..
تآخت حبّاتُها بِيدِ الحاني مُرَتّلَةً
أن تغدو فرقاء ؟!
قالَ الجرادُ المُناهِضُ ..
والضوء الخافت
من جانبِ الخفاءِ وعُهر الإخفاء
يُملي عليه الجواب بِالإملاء :
رُبّما هو منطِقُ الغِذاء
رُبّما هي سياسة البِناء
وعلى حسابِ تفَرُّقِها ..
هُناكَ بقاء
حسَنٌ .. تُجيبُ
لگ ما تشاءُ مِن ادِّعاء
فذاگ وعيٌ ...
تَفَتّقَ فيهِ غباء !
فأينَ يَدٌ تلّمُّها .. تجمَعُها
تُغربِلُ شوائِبُها
وتُحسِنُ أوزانَ الإنتِقاء ؟؟
ومِن نقيضِ الإتزان .. إتِّقاء

إذهَبْ ..
لِأنگ عُنوان منفى
وبِگ منفيٌ أنا ،،،
نفْيُ الشيء مِن نفسهِ !؟
ونفي الشيء من ضدّهِ ..
يُجزِمُ ثباته
وإن غطّى ذاتَهُ بِرِداء
ونقيضُ الشيء مِن أصلهِ ..
يُبرهِنُ على وجودهِ
كما جُزءٌ ...
إذا ما تشظّى جامٌ أو إناء
لا يُطابقُ المكسور منها ..
إلا مع جِنسهِ مِن الأجزاء
أو كما قِطّةٌ غائبة ..
يَدُلُّ عليها مِواء

إذهَبْ ..
لِأنگ عُنوانُ منفى
ومنفيٌ أنتَ ،،،
نفْيَ النور - إذا ما تَجَلّى -
عن كُلِّ ما يَصُدّهُ عن وهجِ ضياء
وبِكُلِّ ما يعتريهِ مِن نقاء !؟
ونفْيَ الحقل - إذا ما تَخَلّى -
عن كُلِّ ما يُبدِّدُ غرسُ نماء

لا علاقةَ لي بالأرضِ .. !
غيرَ أنّي مِن أديمها حفنُ حِنطَةٍ
في هجيرِ شمسٍ ..
يَحِنُّ إلى قطرةِ ماء
قطرة ماء
قطرة ماء
قطرة ماء
قِفْ ....! لا تَتَجنّى .. لا تَتَمادى
فيمَ يُشبِهُگ ؟
ذاگ الذي ...
يعرِفُ دربَ النجوم بلا بوصلة
في الصحراء ؟!
ويعرِفُ الدُبَّ الأكبر ،، والأصغر
يعرِفُ دربَ التّبّانة أيضأ !!
ولِأنگ كوكبٌ أرضيٌ سَيّار
يحفظُ عن ظهرِ القلبِ ...
خارطة السماء !
يَطئُ الرمالَ بِخُفِّ الواثق
دونما عُلُوّ واعتِلاء
قِفْ ....
لا تَتَهادى حدَّ التنازُل رزانةً
فقد رأتگ الهوادِجُ ذاتَ مساء
جُرمٌ سماويٌ ...
يُباهي الأفلاكَ بِتُربتهِ السمراء

هل انا على عجَلٍ للرحيل ؟
وفي وقتٍ ليسَ بِبعيدٍ ...
ناحَ القلبُ مِنهُم
وأمْلى فيهم ..
لإصلاحِ الخراب واعتِدال الموازين
مِداد الهِجاء
ولم يملُكُ العزمَ مِن وهنِ أشواقه
أنْ يُقَفّي القصيدة .. بِرِثاء !

إذهَبْ ...
بِ أقْدامِ ذاكِرةٍ عمياء
وكُنْ صدى روحك
والروحُ تعي أنَّ حذَرَ المُغامر ..
في شوقٍ لِلقاء
إذ يعصِبُ عينهُ المفتوحة
بينما الأخُرى ..
تركبُ عَربات الرجاء !
ويُصغي ...
لِوشوشةِ الإلهام في الأنحاء
مثلما عبّاد شمس يدورُ گ بوصلةٍ
يُحَدَّدُ اتجاهها ..
من مركزِ مُلهِمُها في نداء

لا علاقةَ لي بالحُبِّ ..!
سِوى أنَّهُ صاهرَني ذاتَ مساء
ومِن عُرفِ المُحِبّين ..
عارٌ عليهِ طلاقٌ
إذا أتمَّ الوَجدُ مِنهُ  ..
أسرار البِناء

لا علاقةَ لي بالحقيقةِ ..!
سِوى أنَّها مِن حدسٍ
شارَكَني لحظةَ الميلاد
فكانَ قرينُ وفاء
لا أدري ...
أكانَ للغيبِ
أو لِلماوراءِ .. إنتماء ؟؟
أم مِنَ القَدَرِ ابتلاء ؟

عبَثاً أُنادي ..
أصرُخُ عواء
إذهَبْ ...
فما عادَ يُخَفِّفُ
مِن وطئِ الأسى .. بُكاء

إذهَبْ بِملئِ جوارِحك
لا تَقُلْ :
خَذَلتني عُرى الضياء
ولا تَسَلْ عن أساك
فالضوءُ يَعي طريقهُ
كما أنَّ الحقيقة جرداء
عاريةً .. مثلما ولَدَتها السماء
فلا تتمنّع ..
إن اشتاقت لگ
أو سألتكَ رجاء
وإن اشتقتَ لها ..
فَكُنْ سيداً بِرِضاها
وخادِمُها بِكُلِّ رِضاك

أعرِفُ الضوءَ جيداً
حينَ يُلقي ظِلّ المباهِج مُفتَرِضاً ..
ردَّ الربيع
في رِداءٍ بديع
ومِن مُشكِلٍ ...
أنَّ بعضَ الأزهار تنصبُ بينَ بتَلاتها
شَرَگاً خانِقاً !!
فكيفَ أنعتُ الفَراشَ بالزئبقي ؟؟
إذ ذاگ ...
حلَّ الضبابُ وغامَ البَصَرُ
وعمى الألوان تصاعدَ ..
حدَّ الغبَش الليلكي
وردّدَ آيات الصمت ..
على الجسدِ المُثخنِ ..أملٌ
والدّمعُ فاضَ في القلبِ ..
وازدادَ في العينِ
وزادَ فيها انزِواء

إذهَبْ ..
بِرغمِ امتِعاض أوراق خريف صفراء
إذهَبْ ..
لا تلتَفِت لِضوضاء
لا تَدَّعي من نورِ المُطلق
وأثيرُ البَذَخِ الكَونيِّ ...
في همهمةِ المجهول
إنقطاع الوصل والدُّعاء
فما زال بينَ ضِلعيكَ ..
شيءٌ من وفاء
وما زال بينَ جُنحيكَ ..
زغَبٌ طُفوليٌ
يُشبِهُ فِراء الكستناء
يرتعِشُ ،، ينتَصِبُ
وينمو ،،
إن مرَّت سبّابَةٌ بِحدِّ الوثير
أو كفُّ كريم ..
على وجنَتيكَ
ومن عاطفةِ العينِ إذ تحنو
بِكُلِّ المشاهدِ مُبصِرةٌ ...
على ما تترُكهُ الشواهدُ
في حُلمِ مُشتَهيها ..
مِن قسوةِ قرِّ الشتاء
ورُبّما يورِقُ في اللُبِّ اضّطراباً
حينَ تلمُّ الخصيلات ..
عن أكتافِهنَّ
أو تُرخي الضفائرَ من مشابِكها
على أجذاعِهنَّ .. النساء

عَفَويٌ أنتَ ،، وجُنوني !
إنما فِطرَتُكَ
لا زَبَدُ الانفعال فيكَ ..
شيءٌ مِن طُهرِ السماء

إذهَبْ ..
قبلَ أنْ تشيخ معالِم الطفل
في ملامحك
وتخبو الشقاوة بداخلك
أو تجُفُّ فيگ روافِد الإنسان
وتستبيحُگ غرائز الحيوان

إذهَبْ بِملئِ عواطفك
فإن لحنُ المدينة بخيلٌ
يُصاحِبهُ قلَقٌ ونشاز ..
وإن كان هِباء
وكرَمُ القُرى الذي أُوتيتَ ..
سيَظَلُّ مُخلِداً لموروثِ العطاء
وينمو على شِفاهِ المُحبينَ ...
غِناء
إذهَبْ ....
فإن وقع الشيء مِن خُطى أقدامِه
يُعيدُ أمجادهُ ..
مهما طالَ غيابهُ في الأنواء

                                                     # إسحاق عثمان
...................................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق