الأحد، 30 ديسمبر 2018

قاسم محمد المجالي///////

الشعراء في وطني

كنت شابا.. أحب الشعر
وأحب كتابته
وأعشق حفظه..
جفت سنابل قمحي
فلم يعد الشعر يستهوني
ولانظم القوافي والكلام فيه
في حياتي قلت الشعر
الكثير .. الجميل
ولم أنل منه الا خيبة الاحلام
الشعر لعنة أصابتني
كلعنة الفراعنة!!!!
بعد أن كنت فيه
البطل المقدام
فجف شعري كزيتونتي
من خضار دائم الى حطام
هذا هو حالي مع الدنيا
بعد شباب نضر
أرهقني المشيب والام العظام
الشعر لا يستهوني الان
رغم انه يسري بدمي
وافنيت فيه عمرى
وكلها ذهبت سدى ...
الشعراء في بلدي متسولون
يستجدون الناس بحلو الكلام
وبضاعتهم راكدة كقمح مستورد
تعيث به الفئران والديدان
ماذا أكتب ؟؟؟؟
وقد هجرني عذب الكلام؟؟
الشعر صار ملهاة الشباب
يتغنون به
لامعنى له الا حشوه بالانغام
وانا يهمني تناول دوائي
في وقته قبل ان اوي للمنام
فبعد الله ، عليه تعودت
وهو من يخفف عني الام
أعطيت في حياتي كل شيء
ولم احصل على نيشان او وسام
نضبت مستودعات افكاري
وهجرتها منابع الالهام
كفاني منك يازماني عذاب والام
لست اكرهك ياشعر
بل لم تعد تستهويني كما في
ماضي الايام
التي اخذت مني حلوها ونعمة السلام
وتركتني ألملم بقايا ذكريات
هي خليط بين الهرج والمرج والاوهام
تعود الذاكرة المتعبة احيانا
مغطاة بالسواد كعتم الظلام
يموت الشعراء فيك ياوطني
فلا تقام لهم مآتم ولاأحزان
يكرمون بعد موتهم بقطعة خشبية
مغطاة بالنحاس
حفر عليها الاسم باسوأ خط
ويكرم الورثة بشهادة كالسخام
ماضر لو كرموا وهم احياء
على الاقل سيحضر الاصدقاء
والخلان
وسيشاركونه فرح الانتصار
وسيلقبونه الشاعر الهمام
لاتكرمونا بعد موتنا
عار عليكم ان فعلتم
فالميت لاياخذ تكريمه معه
رحمة الله له هي السلام
الشاعر بضاعته اوراق واقلام
هي ممتلكاته وهي مايتركه
للورثة الكرام
لهذا لم يعد الشعر يستهويني
ولانظم القوافي والكلام

بقلمي:قاسم محمد المجالي
فارس وسفير سلام، كاتب وباحث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق