الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018


لمونس حسين

#قصةعياش محجوبي#

             *حــــــــــــــلم في غياهب بـــــــئر*


هي قصة الشاب البدوي الجزائري الذي شغل الدنيا بقصته التي لم تنتهي حروفها لحد كتابة هذه الأحرف ، فهو لا يزال يقبع ببئر إرتوازي منذ أسبوع وعملية إنقاده متواصلة ألى الآن .
هو عياش محجوبي الذي سيبقى إسمه محفورا في ذاكرة كل الجزائريين ،هو ابن منطقة فلاحية رعوية تربى على تربية الماشية مع والده "عيسى محجوبي" بمنطقة "  أم الشمل" بلدية "الحوامد"القريبة من مدينة  بوسعادة،وحياتهم تشبه حياة البدو الرحل فقد كانوا من قبل يرعون الإبل بمنطقة "بانيو" بشط الحضنة  على تخوم مدينةالمسيلة للموالين الكبار هناك مقابل لقمة العيش، ثم عادوا لمسقط رأسهم ولأرضهم "بأم الشمل" بعد أن تحسنت ظروفهم قليلا فهم يملكون أرضا زراعية هناك وهم الآن يملكون الماشية والخيل .
وللخيل مع عياش قصة حب وشغف فهو فارس ماهر وعازف "ڨصبة"  او الناي الشعبي ببادية  المنطقة بشهادة الأقربين منه فهو إنسان مرح بشوش،محب للحياة ومحبوب من الجميع و الڨصبة أو الناي لا يفارقه أبدا.
فبعد أن رجعت العائلة لأرضها وحسب ما أخبرني أحد المقربين أن والده هو أحد مجاهدي جبال "محارڨة " إبان الإسعمار الفرنسي وتلك الجبال تقع في المنطقة الجبلية بين الحوامد،بوسعادة،مسيف والتي لا تزال فيها بقايا طائرات العدو الفرنسي ومعاركها مشهورة وشخصيا زرت تلك الجبال الشاهدة على كفاح أهل المنطقة والمناطق المجاورة  وبطولاتهم الكبيرة وهي منطقة ثورية معروفة متاخمة لجبال سيدي ثامر ببوسعادة الشاهدة على كفاح المنطقة والتي سقط بها الشهيد العقيد الحواس وثلة من أبطال الثورة.
وبحكم تعاملي مع أهل المنطقة كموالين وأصحاب الماشية بصفتي طبيب بيطري بالمنطقة منذ 2012 فكل من تسأله عن عياش يسترسل في الثناء وبأنه مرح وبشوش وكان غالبا ما يرتدي "كاسكيطة" أو قبعة ويجعلها مائلة على رأسه بشكل جانبي وسروال
" كونبا" كما نسموه بالعامية أي سروال عسكري .
إلتحق عياش بالخدمة العسكرية كغيره من الشباب وعاد لمزاولة رعي الماشية كغيره من شباب المنطقة ،
ومر بتجارب قاصية في الحياة لعل أبرزها فقد أخيه الأكبر الذي يتوسطه هو وأخوه الآخر "بلخير" ، قلت لعل أبرز ما مر به عياش هو فقد أخيه الأكبر بحادثة صيد بطلق ناري عن طريق الخطأ من طرف أحد الصيادين وأثرت الحادثة في نفسية عياش كثيرا.....

ومرت السنين عن تلك الحادثة واستمرت حياة عياش في رعي الغنم وركوب الخيل والعزف على الڨصبة التي كان يطرب بها كل من يلتقي به.

وأنا لا أدعي معرفته شخصيا على الرغم من أني رأيته من قبل بحكم عملي في المنطقة وهناك أمور نتحفظ عن ذكرها تخص حياة عياش وعائلته لا داعي لذكرها هنا  .

ذهب عياش ومعه حكاية بل حكايات ودفنت معه في البئر أحلام شاب جزائري من البادية ،أهملت الجزائر حقه ودفنت طموحه في غياهب بئر..
رحم الله الفقيد وتغمده برحمته.

الإثنين25-12-2018
بقلمي :لمونس حسين
الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق