الأربعاء، 5 سبتمبر 2018

احسان الخوري///////

جاموسة القصّاب ...
بقلم د. الشاعر إحسان الخوري

كان يتلحف غبار الطريق ..
روحه تحلم تحت الشمس ..
تُريد أن تطير بين الغيوم ..
أن تحطَّ بين البنفسج والسوسن ..
تهرب بلا قيودٍ عن عاصفة الماضي ..
وتتنفس بعيداً عن الارهاق ...
ظلال تلك الشجرة لازالت تلاحقه ..
هو تخيَّلها أمَّه التي صعدت الى السماء ..
فبكى مُتمنِّياً أن يخرج من فؤاده ..
تأتي بعض الريح المُتمرِّدة ..
تصرخ لتقيده في الفراغ الازلي ..
فيتألم تحت أصداء المطر البعيد ..
وهو ينشر الماء عند خطِّ الافق ...
هو خائف ..
محبوس بين الارض والسماء ..
وكيف لقلبه أن يبتسم ..
وهو مُعلَّب بهذه الفوضويَّة الباردة ...
يا تُرى من قتل ذاك القنَّاص ..
هو كان ينتظر رصاصته ..
ليغفو مثل جاموسة جاره القصَّاب ..
آهٍ ..
لازال يتذكَّر طيف أمَّه ..
وهو يحبو إلى جانبها ..
يلعق عقب سيجارة أُلقيت عمداً ..
كان طعمها مُرَّاً ..
ليس كطعم حليب أمَّه النادر ..
تسائَلَ ..
كيف لتلك الفراشة أن تطير ..
هي جميلةٌ ..
أين أمُّها ..
يصرخ فجأة ..
أنا أُريد أمي ..
أمّي ..
تعالي يا أمّي ...
تتقاطر دموعه ..
وتغسل شيئاً من وجهه ...
لم يترك لي مساحة لأُفكِّر ..
تسارعت خطواتي إليه ..
أُريد أن آتي به الى مكان الحبّ ..
إلى مكان يتكاثر فيه الحبّ الحقيقي ..
أُغنِّي له حنان الأيام ..
وأجعله ينام في أحلامٍ مُلونةٍ ..
كما في كُتُبِ حكايا السلام ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق