الاثنين، 24 سبتمبر 2018

زهير الشلبي//////

قصيدة
 لعشتروت الشام
.....؛..... 
يا قصةَ التاريخِ مودَعةً
بين جفنيها
وفي الكحلةِ السوداءِ ،
 تهيمُ دنياهُ .. 
حمرةُ الشفتينِ سكرى ،
والشهدُ الذي ذابَ ،
في الشفتينِ
 أفناهُ ..
صيوانُها الصغيرُ يصغي
 ووشوشةُ المحارِ
وأنفاسُهُ الحرى
عندَ  لُقياهُ ..
ألثمُ الخدَّ الذي
 تسطعُ اللآلئُ من
 محيّاهُ ..
في خدِّها آثارُ  بسملةٍ ،
و قد باتَ في السُّباتِ 
هدباهُ ..
في الصباحِ كانَ موعدُنا ، 
وطيلةَ اليومِ يحضننا ،
 العطرُ والآهُ ..
 *؛* 
كان قلبي
بين الذراعينِ منزلُهُ
وفي الحضنِ كانَ
منفاهُ ..
 تقلُّبُ الموجِ يقتلُ الدفءَ ،
 كلما تلقّاهُ ..
وكلما قلّمتِ من شوقِهِ غصناً ،
امتد الغُصنُ بالحملِ
 أقصاهُ ..
ما كنتِ تعرفينَ أن تقليمَ الكرومِ
يُثريها ..
والغصنُ يَقوى ،
كلما قطعناهُ ..
قد كانت قصائدُهُ التي
يرتلها ،
ماتزالُ ، كلَّ معناهُ ..
كان الحبُّ في الشفاهِ مورِدَهُ ،
 يذوقُ طعمَ الثغرِ ،
 أحلاهُ ..
أحبَّ جمالاً فيكِ لا يُنسى ،
 ولم تشبع من الجمالِ
 عيناهُ ..
*؛* 
تتوهُ السنونُ في الحبِّ مسرعةً ،
مثلَ من في الغاباتِ
 قد تاهوا ..
هذا القلبُ دَفقٌ ،
 وما ينتهي الدفقُ
ولا يضيقُ مجراهُ ..
ولا الأشجارُ تنسى حكاياهُ ..
في كل موانئِ الدنيا محطَّتُهُ
ومرساهُ ..
كم عذبوا قلباً
 فألقِيَتْ في بِركةِ الآثامِ
جذواهُ !..
في كل مرةٍ كان يجدلُ الحبَّ ضفيرةً ،
 وعلى عريشِ الحبِّ
يرفَّ جِنحاهُ ..
*؛* 
هل تتذكرينَ أن شرعَ الحبِّ ،
 سيماهُ؟! ..
هل تتذكرينَ العناقيدَ من نورٍ
وكل مافي الكونِ صاحَ ،
أهواهُ ؟!.. 
هل تنسينَ مناهلَ الأمِّ ترضِعُهُ
فيرشفُ منها
 ما تمناهُ ..
 ناديتُ إنَّ الحبَّ يُحييني
وفي الفراقِ قلتُ:
 ويلاهُ . .
لم يدرِ قلبي
 أن الحبَّ أسعدَهُ
وذاكَ اليومَ أشقاهُ ..
كشهريارَ الذي خلّعَ الأبوابَ 
واجتبى محظيةً بيمناهُ
ثم أخرى
 بِيُسراهُ . .
يسجنُ الحبَّ في الملذاتِ ،
يعاقبُ الفراشََ الذي
 في الليلِ أرضاهُ ..
حتى إذا ما صحى
من كؤوسِ الخمرِ مُترَعِها
 قلبُهُ من وراءِ الصخرِ
 ناداهُ : ..
لماذا أنتَ تسجنُني ؟!..
 دعني نطافاً في كل حضنٍ ،
 أنتَ تلقاهُ !  ..
إن غابتْ عن ربيعِ الحبِّ أنثى ،
فهل يكونُ السجنُ مثواهُ؟! ..
مازالَ النحلُ يبحث عن رحيقٍ  والزهرُ مرضِعُهُ
والنهرُ أسقاهُ  . .
 لكنهُ العشقُ في عوالمِ الإنسانِ ، 
والكثيرونَ قتلاهُ ..
 إنها لم تدرِ ،
 فالقلبُ مازالَ في سنين العنفوانِ ،
 أقواهُ ..
عُد فقبلها .. وقل:
لو ينتهى الكونُ لايموتُ حبٌّ
تعيشُ ذكراهُ  ..
عشقُ  العناصرِ كلِّها
الشوقُ والذوبُ
والرقصُ والباهُ ..
*؛* 
في معبدِ الحبِّ ،
 الصمتُ فينا
أبلغُ مما كتبناهُ ..
السنونُ تتلو بعضها ، 
وثورةُ البركان أقوى
ما خبرناهُ ..
مات العزُّ والجاهُ ،
تهدَّمَ القصرُ الذي
بنيناهُ ..
لم يبقَ في الدنيا سوى
 جدارُ ذكرى
 نحن من رفعناهُ ..
هكذا نحنُ ،
في معابدِ الحبِّ نحيا عرايا ،
وحدهُ ،
من يعلمُ اللهُ .. 
أعطِها عذراً ،
فمثالبُ الكونِ لاتُحصى ،
وحدهُ ،
من يعلمُ اللهُ ..
**؛** 
زهير الشلبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق