الأربعاء، 17 يوليو 2019

زكريا احمد عليو///////

……  && ستنتهي الحرب &&… ..

آهٍ  يا أمي
أتبكي الورودُ عطرَها ؟
أنا ذاك العصفورُ الأخضرَ
 مرسومٌ على جناحيه وطناً يبكي
كيفَ أبني بين النّجومِ مجدي 
والبنادقُ اصطادَت غنائي ؟
رغمَ كلِّ الحرائقِ أحلمُ
أن يزهرَ دمي ربيعاً
ﻻ تسألي عن ضحكاتي
استودعْتُها فتاةٌ مغناجٌ
شربَت حزنَ بردى
فانطفأت قناديلُ السمر
وابتلع الظلامُ الفجرَ وحديثَ القمر
وغدت غمزاتُها ضباباً
يرتاحُ على أكتافِ شجرِ الحورِ
يا أمي كلُّ الحسناواتِ تشبهُكِ
  ويحفظُنَ اسمي
أعشقُ ضحكاتِهنَ كقهوتِك الصباحيّة
استنشقَ البارودُ عطرَ ابتساماتِهنَ
سرقوا الأخضرَ من عيونِهنَ
بتُّ أكفكفُ نزيفَ جراحِهنَ
كلُّ الجنرالاتِ تكرهُني
مرسومةٌ على وجوهِهم  شتائمي وشاهدةَ لحدي
يا أمي لا تبحثي عنّي
 جمجمَتي وجثامينَ المروجِ الخضراءِ
 نياشينٌ على صدورِ الأبطالِ
ونيازكٌ تحترقُ من وميضِها العمائمُ
تلك الهالةُ المنطفئةُ النّورِ
لن ترتقي إلى السماء
جلابيبُهم الفارهة الوصايا
تخبّئُ دمي ونهراً متيّبسِ الحنين
دروبُ اللهِ محبةٌ
ﻻ تعرفُها اللّحى المضرجةُ بالحنّاءِ

… ..★★★★……

ستنتهي الحربُ يا أمي
وأعودُ والقمرُ أغنّي
 أحبُّك يا بلادي
ويذهبُ قادتُها  إلى الحاناتِ
يمارسونَ البكاءَ الأحمرَ
يجترّونَ ماضيهمْ كأسَ نبيذٍ
يلطمونَ وجوهَ كفرِهم
بمناديلِ المؤامراتِ المطرّزةِ بالدولارِ
يعضّونَ انتماءَهم الملطّخِ
بلعنةِ اليتامى ونحيبِ النّساءِ
ويعودُ رجالُ الدينِ إلى صوامِعهم
يفتشونَ عن كفرٍ آخر
لربّما تكتملُ بالجماجِم سبّحاتُهم
ويتقيأُ جارُنا البقّالُ جوعَ الأطفالِ
في بطنِه الكبيرِ طاحونةٌ سحقَت
اخضرارَ الحقولِ

… .. ★★★★…… .

ستنتهي الحربُ لا محالة
حين تختنقُ فوهاتُ البنادقِ
بعطرِ عرائشِ الياسمين
المنسابِ في شرايين
الفراتِ النابضِ بهمسِ بردى
 وتغدو المدافعُ  نخيلاً
تسّاقطُ قذائفُها فرحاً
وتروّضُ الضحكاتُ إعصارَ البحارِ
وتعودُ حورياتُه عاشقةً لصيادٍ عجوزٍ
رمى عندَ وعودِها  كلَّ خيباتِه
وترسو  على شاطئِ قلبي أماني العاشقين
و ينتحرُ الظّلامُ من زغاريدِ الصّبايا
الممزوجةِ بلحنِ أغنيةٍ
تحتضنُها شمسٌ كلّما أشرقَ ثغرٌ
يترنّمُ 
          موطني ...موطني

بقلم : زكــريا أحمــد عليــو
ســوريا ــ اللاذقيــة
٢٠١٩/٧/١٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق