السبت، 4 مايو 2019

كريم خيري العجيمي ///////

رسالة إلى امرأة مجهولة24..!!
.........................................
إليك..
ما انسكب من عجز الأقلام..!!
فيضا من جنون..
لا..لست أدري..
هو..
نص رسالتي الرابعة والعشرين..!!
إليك يا علم البوح..
وكل طقوس الهذيان..!!
يا كل محاولاتي الفاشلة للنسيان..!!
يا كل شهور العام..!!
من آب إلى أيلول إلى تشرين..!!
ناجح أنا في كل شئ..
حد الامتياز..
فاشل جدااااا في نسيانك..
مرت الأعوام تباعا..
عام يغتال نبض عام..!!
وكل حصيلتي يا سيدتي..
بعض حقائب من حطام..!!
وسنة تمر من عمري نبضا يتدفق..
بنكهة اللهيب على جثة أخرى..!!
يا أكذوبتي الصادقة..
يا محنتي الكبرى..!!
يا طعم المر في أرغفة صبري..
أقتات على الجوى جفوا..
وكل رعودي في حكاية عشقنا..
آذار..!!
ربيع يا سيدتي..
لكن..
على قيد الإنتظار..!!
على قيد هواك صفد في ثوب الحياة..!!
بلا حياة..
وعابد وثن يتطهر في مغتسل من خبال..
ويقيم في مسرح الأصنام..
ألف طقس للصلاة..!!
وكم كبير من تلاوات راجفات..
على أمل يا سيدتي بقيامة الروايات..
نذرا..!!
وحلم ضائع على شطئان عينيك..
لبيك يا سيدتي عذرا..!!
بلغ الحلم..
يا جنوني منتهاه..!!
وشكايات..
وحكايات..
ونفايات تلقى..!!
وقناديل في جفون الفجر تزداد اشتعالا..
ليت الليل عاد يوما..
مبتداه..!!
ومئذنة ترتل صوت صمتي..
ألف صرخة..
كل منها فيه آه..!!
كنت أنوي أن أعيش العمر صبا..
فراع القلب في هواك ما رآه..!!
كم منيت في هواك بالعذاب..
وكم رآك القلب ملكا في رؤاه..!!
كم تمنى أن يعود الأمس يوما..
حتى يبصر ما لقيت..وما جناه..!!
كم رماني في العذاب..
كم أسرفت في العتاب..
كم أدمنت من غياب..
كل عام ضاع بعضي..
والأماني مني تاهوا..!!
إليك فيض من شجوني..
وطيف آبق في عيوني..
والبقايا ليس تحكى..!!
وانتهى نيسان يا سيدتي..
بإكذوبة كبرى..!!
أني نسيت..
وما نسيت..
ولكن منيت بسيل خسائري تباعا..
وهذا فؤاد أحمق بين الضلوع..
لا زال يهرف صبرا صبرا..
أما كفاك يا أحمقي نسيانا..!!
أما كفاك أن تعشق البحر..
وتهجر الشطئانا..!!
أما كفاك أنك كنت إنسانا..!!
عاش يوما بلا إنسان..
ومع مطلع الصبح القريب..
تقوس ظهر الكلمات..
وانحنى..!!
وكل الفواصل في سطوري تمزقت..
وتبعثرت الكلمات بلا معنى..!!
على أمل بموعد آخر للكذب..
في أيار..
كنت أنوي أن أكون صادقا هذه المرة سيدتي..
كنت أنوي أن أعيش أيار..!!
بلا انهيار ولا احتضار ولا انتظار..!!
كنت أنوي أن أكون كاذبا..
كاذبا جدا..
كنت أنوي..
ألا أهذي بك في نومي وصحوي..!!
لكن خارت عزيمتي وخانني قصدي..!!
فنقلت إكذوبة النسيان معي إلى شهر آخر..
إلى عام آخر..
إلى عمر آخر وأيام أخر..
فما استطعت أن أصوم عن الكذب..
وما استطعت أن أؤدي عبودية الصدق..
نسيانا..!!
وما استطعت يوما أن أترك درب عينيك..
ووالله..
ما استطعت أن أفارق الأحزانا..!!
وهل لي من سبيل أفقد فيها ذاكرتي..
وأنسى فيها آثار نجوانا..!!
وذاك الليل والأطيار ترقبنا..
وقمر في أعالي السماء يرعانا..!!
فانسي..
إنسي يا سيدتي ولا عليك..
وتناسي يوما كل ما كانا..!!
كاذب أنا..
كاذب حد الصدق..
رعاك الله..
وإلى البدء نعود..
فما بقى لي إلا القضاء والمن والإنعام..!!
ولا كفارة على من لا يجيد الصيام..!!
وهو فاقد القدرة..
فاقد الكفارة..
هل ترى؟!..
يأتي عمر آخر أؤدي كفارة كذبي أني نسيت..
وكيف أؤديها وطقوس النسيان الكاذب تشغل كل محاولاتي الصادقة..
والقضاء يحتاج فراغ الزمان من الإنشغال بالأصل..
وفراغ ذمة المكلف من الإنشغال بأداء حتى يتسنى القضاء..
فكيف يجتمع أداء وقضاء في ذات الزمن..
هو سؤالي الرابع بعد العشرين إلى حضرة طيفك..
القابع هنا..
في خلايا دمي..
فلا تهتمي..
................
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق