السبت، 9 يونيو 2018

احمد ابن اسباع ///////

*هلْوَسَـة فَنَّــــان*

قُرْطُبَـة الآنَ تَسْـعى
وَرَاءَ مَنَازل غَرْنَاطَـة !
الأَرْض سَوْدَاء !
وَالأَبْجَدِيَّـة أَضْيَق مِنْ سَقْفِ بَغْدَاد
جُدْرَانُ بَارِيس مَرْفُوعَة فَوْقَ مِأْذَنة
َالخَليِفَة يَلْبس خلخال زَوْجَتِه
والغُبَـاركَثِيـفٌ
غُبَـارٌ فِـي كُـلِّ مَكَـان !
يَمْتَـزِج مَـعَ رَائِحَة طَلاء البَيْت
عَلَـى السَّجـَّادَة
وَالسَّتَـائر ، وَ التَّلْفَـاز
عَلَى مُجَلَّدَات أَلْفِ لَيْلَة وَلَيْلَة
وَدِيوَان الحَمَـاسَة
وَعَلَى مَطَـرٍ لا يَعْرِفُ أَيْنَ يَذْهَب !
كُلُّ هَذَا الغُبَـار يُصِيبُنِي بِالإِخْتنَاق
أنَـا مَريِـض ...
يَعْتَنـي بِي عَنْكَبُوت فِي زَاوِيَة البَيْت
لَكِنَّه لاَ يُجِيـد الطَّبْـخ !
وَلا الكِتَابَة دُون أَخْطَاء
لَسْتُ فِي مِزَاج مُنَاسِب
لأَصِفَ لَهُ حَالِي ...
أوْ أُصَحِّحَ أَخْطَائَه النَّحْوِيَّة !
كَمَا فَعَلْتُ مَع نَمْلَةٍ قَبْلَ أَعْوَام ٍ
فَأَنَـا لَسْـتُ وَاقِعِيًّـا
وَلَسْتُ مُؤَهَّلاً لِهَذَا الوَاقع السَّخِيف !
كَانَ مِنَ المُمْكِنِ أَن أَنْجُو مِن هَذِه المَهْزَلَة
لَكِنَّنِي وُلِـدْت !
مَمْلوء بالزَّيْـت .. والعِظَام .. والأَوْهَام !
تَسْكُنُنِي أَفْكَـارٌ سَيِئَـة
أَعْشَـقُ رَائِحَـة الفَوْضَـى!
وَأَسْمَع شَخِيرَ نَمْلَةٍ عَجُوز
فِي ثُقْـبِ زَاوِيَـة الغُرْفَة !
أَرَى الحِذَاءَ يَتَأَمَّلُ النّافِذَة وَ يَقُولُ :
"أُنْظُرْ لاَ يُمْكِنُ لِلظَّلامِ أَنْ يَطْرُدَ الظَّلاَم َ..
َفَقَـط النُّـور يُمْكِنُه ذَلك ! "
أَنَـا أَهْـذِي و َأُهَلْـوسُ
فَاَحرصُوا عَلَى اسْتِفَاقَتِي
حيـن تَبـْدأ المَعـْرَكة !

أحمد_بن_ أسباع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق