الاثنين، 25 يونيو 2018

الشاعر احسان الخوري//////

فَساتينُ المَساءِ ...
بقلم د. الشاعر إحسان الخوري

سَيدتي ...
ما بَالُ ظِلّكِ الحَزينِ ..
هل يَنتظِرُ تَفتُّحَ ورودِ البَنفْسجِ ..؟
أم يَحلُمُ بِعزْفِ بَناتِ الجَانِّ ..
أو رُبَّما يَبحثُ عنكِ بين فَساتينِ المَساءِ ...
أنتِ تَقِفين على ضِفافِ الرُّوحِ ..
وظِلُّكِ يَرسُمُكِ امرأةً من نَبيذٍ ..
هو يُريدُ أن يسألَ العرَّافاتَ ..
ربما تَوابِعَ اللَّيْلِ عَنكِ ..
وهل للعرَّافاتِ حِكْمَةُ النِّساءِ ..؟!
فتتزاحمُ ذَاكِرتُهُ بالعَتيقِ ..
تَقتُلُهُ الفِكْرَةُ ..
يَستسلِمُ إلى نِهايتهِ الآتيةِ ..
ويَغفو طويلاً في ذاكرتهِ ...
ياامرأةُ ..
ظِلُّكِ من نَسلِ التَّوابعِ ..
يَعرِفُ إغماءةَ البَنفسَجِ المُضَمَّخِ ..
هو طَفَقَ يَستفيقُ ..
يَقرَعَ بوَّاباتَ النُّجومِ ..
يتَّكيءُ على كَتِفِ ذاكرَتِهِ ..
يَبتسِمُ بِمِلءِ رائِحةِ أُنوثَتِكِ ..
يُراهِنُ على النَّاضِجِ في نَهدَيكِ ..
يَكتَنِزُ تَعاويذَ عِشْتارِ ..
يَثْمُلُ في مَعبدِ التُّوتِ حيناً ..
ثمَّ يَسوحُ في عَينيكِ ..
يَسمَعُ وشوشاتَ شَفَتِكِ السُّفلى ..
يَشتَهي أن يَجوبَ في لَهيبِها ..
فيَضِيقُ به الزَّمَنُ ..
وأشياؤكِ لا تَستَجيبُ ...
ياامرأةُ ...
ذاكِرَتي من صَنعَةِ الغِيابِ ..
غِيابُكِ يَرمي بي للرِياحِ الاربَعةِ ..
مَنْ قَالَ إنَّكِ غَيْرُ الحُبِّ ذاتِهِ ..
أنتِ مازِلتِ قادِرَةً على الاِبهارِ ..
نَضَبَتِ أنواعَ الجَمالِ وبَقيتِ أنتِ ...
ياامرأة ...
آهاتي لم تَعُدْ تَحتَمِلُ ..
طيفُكِ لازالَ أمامي ..
كَأنَّهُ يَرى البِدَايَةَ عَائِدَةً ..
فالمُعجِزاتُ تأتي كلَسعَةِ الضَّوءِ ..
تَدورُ البُوصَلَةُ ..
يَنضِجُ الوقتُ بين نَهديكِ ..
أجعَلُ أوَّلَ النَّبيذِ رَشفةً مِن شَفَتَيكِ ..
وآخِرَ الزُجاجَةِ قُبْلتَينِ على قَدَمَيكِ ..
أُمشِّطُ رُموشَ عَينَيكِ ..
أُسَافِرُ بين ثَنايا الدَّلالِ ..
أتَوقَّفُ مِراراً ..
أُقِيمُ في بَعض أمكِنَةِ الجَسَدِ ..
ولا ألبِثُ أن أترُكَ لِشِدَّةِ المُغرِياتِ ..
فأنتِ كَثيفَةُ الجَمالِ ..
مَسكونَةٌ بِألآفِ الحَكايا ..
وحُدودُكِ ليسَ لها سَورُ ...
أهو هَذَيانِ الشَّمسِ ياسيِّدتي ..؟
أم هي مُخيِّلتي الضائِعةِ ..؟!
ياامرأة ..
أَسَرتِني في جَدائِلِكِ ..
لماذا دَخلتِ حياتي ..؟
هل هي أيَّامُ مُواءَ القِطَطِ ..؟
صورتُكِ تَنظرُني مِن أولِّ الأمسِ ..
عِطرُ زُجاجةَ أنوثتكِ باهظةَ الثَّمنِ ..
أغمضُ عينيَّ مَرَّات ومَرَّات ..
ولمْ أزلْ أتخيَّلُكِ ...
مِن أينَ أتيتِ ياامرأةُ ..؟
لتفعلي ما لمْ تفعلهُ جَميعُ النِّساءِ ..
هذه اللَّيلةُ كيفَ سيَهْمِسُني الحُلمُ ..
أينَ سيأخذُني ..؟
هل سيَخرُجُ من مِصباحِ علاء الدِّين ..!
لتبدأَ ليلةُ الزَّمانِ ..
وأثمُلَ في فَيْضِ أنوثتِكِ ...
لا لا ياسيِّدتي ..
خُذي السَّماءَ واترُكِيني ..
فؤادي لم يَعُدْ يَتَحَمَّلُ الهَجرَ ..
ورُوحي قد كَسَرَتها نِساءُ الإنسِ والجانِّ ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق