الثلاثاء، 10 أبريل 2018

بسام سعيد//////

قطرُ النّدى (61)
هالُ العُمر

تقولُ شمسُ النّهارِ :
كُن نسمةً عليلةً تردُّ الرّوحَ
توقظُ الورودَ من نومِها الّليليِّ
تُداعبَ وجناتِ الورودِ
تُراقِصُ ثغرَ السّنابلِ
تحملُ سلامَ غيمةٍ عاشِقَةٍ للهطولِ
على حقولِ البنَفسجِ وشقائقِ  أدونيسَ
 في نيسانِ الحُبِّ
***

كُن موجةً عابِرَةً يحدوها الشّوقُ
لشاطئ الذّكرى
لؤلؤةً تختبئُ في حِجرِ محارَتِها
ياقوتةً خضراء
ماسةً تُزيّنُ نحرَ سيّدةِ النّجومِ
في حضرةِ حارِسِها الّليليِّ
***
كُن :
نقطةً
حرفاً
كلمةً
في سفرِ العاشقينَ
***

كُن هالاً لقهوة العمرِ المديدِ
كُحلاً لجفنينِ يُبصران الضّوء
 في لُجّةِ الكرى
قبساً من نورٍ
شمعةً تؤنسُ دروبَ الوجدِ
 بِحُسنِها المعهودِ
سراجاً تأوي فراشاتُ الوُدِّ إليهِ
مصباحاً يُفرحُ القلوبَ
يُبهجُ العيونَ
***

كُن هلالاً في سماءِ الوصلِ المبارَكةِ
قمراً
ترنو إليهِ باصرةُ العذارى
بدراً يشتاقُ الدّجى لطلَّتِهِ
ثُريّا تهفو إليها مُقلُ الحيارى
في ليلِ السّاهرينَ
***

كُن ترنيمةَ الفجرِ
تغريدةَ الضّحى
ترتيلةَ مُنتَصَفِ الّليلِ
آيةً غرّاءَ في كتابِ الأبديّةِ
يُنازِعُها الشّوقُ للبقاءِ والحنين

د. بسّام سعيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق