احمد وبكفي ///////

خلتني مت
كما الطير الذي
يحفر  قبره بيده
ويضع القش شاهدة

وينادي على السرب هلموا
الى الوداع الاخير

لي المشي بغير هدى
والبحث عن كتب لا ورق لها

لي الغيب في الغيب
وحين الحضور أكون الوحيد

خلتني مت
ومثلت دور الرحيل

قلت لخرير الماء
انا ذاهب

قلت للحزن الذي
يعتري ريح كانون
انا ذاهب

قطعت جميع تذاكر السفر
الموجودة في جعبة الغريب

وحجزت السفن على رصيف الميناء
بقضبان الموج

سربت إشاعة الحقائب المليئة
بالوجع

ونشرت اعلان عن وجهتي الى البعد الرابع

قلت للمسنة التي تعرف تاريخ الحي
سأرحل ميتا
لا تقولي لأحد

ولم تقل
إلا لألف من البجع الذي
يحمل الرسائل

وعند تجمع الغزلان والذئاب
وقطعان الايائل
عند تجمع الفراشات والإناث الحبالى
في الشهر التاسع
عند تجمع كل الخواطر
وكل الاحاسيس التي
لامست محب

وقفت خلف نفسي
وخلف شجرة الحور التي تكتم وجهي
ولا تعرفني

اراقب الجموع التي تنتظر
رحيلي وغيابي وذهابي وسفري
وموتي الذي أبلغت عنه

ثم ذهبت الى جهة عينيك
في الطرف الاخر من الارض
لاقول لك
ها نحن الان وحيدين
من غير ظل

خدعت الكون ونواميسه لأجلك
وهم يرقبون سواري السفن المهاجرة

وأتيت اليك لاسرق قبلة
المساء
فهل ستمنحيني شرف الثغر
ام اذهب لهناك
هناك البعيد الوثير
حيث تنتظر النساء