الأحد، 18 نوفمبر 2018


كريم خيري العجيمي


ثلاثة مراجل..!!
.....................
الأول..
آتون يشتعل..
من كبريت صدري..
قلم..
ومحبرة..
ونزف حبر يسيل..
وبعض دماء شعري..
تسطرك تاريخا..
وتمنحك هوية..
وتعدم على بوابة صدرك..
تواريخي القديمة..
وتهدم أربابي وأصنامي..
وتبعثرني في خلاياك..
لأولد من جديد..
تمنحني من وجودك وجود..
وتضعني في زاوية البعد..
قريبا من فناءك..
حدودك كوني..
ووجودك زمني..
وضلوعك مسرح أحداثي..
تؤسسك دولة..
وتنصبك عرش وتيني..
ورسالة الوالي في حنايا فؤادي..
تتمخض وجعا..
وتحمل نزق كينونتي وسر تكويني..
ها أنت ذا تمزق بهدوء بكارة عشقي..
كأول محتل لمملكة النبض..
تلفظك الأنفاس إلى داخلي..
حتى لا تبقيني خارجا..
تحتلك عيناي..
تمزق جسدك المتدثر بثوب الكبرياء..
تسيرني مختالا لإثبات وجودك..
جندك قساة الطباع..
غلاظ الرقاع..
جهال من زمن ما قبل التعارف..
تتفحصني بثبات..
تكتبني..
تسطرني..
على شرف عشقك..
بحروف يتراقص اليراع وهو يسطرها..
ورحلة حمل..
تجاوزت الزمن عمرا..
ومهد ولادتي قد اشتاق إلي..
متى تأذن بالميلاد..
هناك..
في أسفل أعماقي ضريح يئن..
وموتى أحياء..
وجسد العتمة..
كمارد ينبت من قمقم..
يلتهم في بطء..
آخر بقايا النشوة..
يحتسى بقايا أشواقي..
ويدخن الأنفاس..
تهرب من أزيز صدري..
لتبحرك..
جسد مسجى أسفل قوس أعيني..
جحافل الدموع..
تباريني استباقا..
إلى ويلات غجريتك..
بربري أنت..
ترحلني علوا واستفالا..
تهاطل أمطار عذاباتي..
فوق ثرى..
سرمديتك..
ودين في هواك..
أعلن الردة..
................
الثاني..
سكين وقطعة قلب..
وبقايا تضاريس قديمة..
تعاريج وخطوط..
فوق راحة يدي..
ترتسم ألف رحلة..
بعضها سفر بطعم الخيانة..
بعضها غياب..
بطعم الموت..
مصحتي..
أدمنت بقايا رائحتك..
وشريان ممزق..
وبقايا نهر من عطاء..
الماء دمي..
والزورق قلبي..
والوجهة عينيك..
والمرفأ..
راحة يدك..
.......................
الثالث..
وحدة..
تبعثرت ذات..
يوما في فراغ وجودك..
مجرة أحلامي..
تساقطت..
في موج عشقك..
وإله هواك سر وجودي..
جنون نبضي يستفيق..
على ضجيج صمتك..
لتبحر كل دويلات أنيني..
من مرسى زمني..
إلى عدم أساك..
يقرأني تاريخك..
يكتبني في حضرة العدم
لأبحر في قاع غيومك..
دخانا بلا مصدر..
تتهاوى فوق رأسي..
تلك السماء تبكي معي..
نزفا..
وأنا أختفي..
بين ذرات الهواء..
أتبعثر..
أنتشر..
لأعود..
ذات يوم..
وحيدا..
على ثراك أتدثر ذاتي..
ويموت وجودي..
على بكاء سخريتك..
وأبكي موتاك بداخلي..
كعائد من رحلة توحد..
بين مائي..
وترابك..
................................
من ترهاتي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق