سحابة صيف
لبَّيكِ يَا دَارُ إنِّي سَامِعٌ وَاعِ
وصَادِحٌ فِي اغتِرَابِي صَدْحَ أضْوَاعِ
أنَا امْرُؤٌ لِوَبَاءِ العَصرِ مُدرِكُهُ
ونَاصِحٌ أُمَّتِي مِنْ سُوءِ أوْضَاعِ
لِلشِّعرِ مِنْ مُهْجَتِي كَفٌّ يَلُوحُ بِهَا
ولَيسَ يبسُطُهَا سَهْوًا لِخَدَّاعِ
كالسَّيْلِ تستَرِقُ الأنفاسَ غَمْرَتُهُ
لم يَدعُهُ أبَدًا في الجَدْبٍ مِنْ داعِ
قد يسلَمُ النَّاسُ مِنْ طُوفَانِهِ هَرَبًا
إذا اعتَلَوْا كُلَّ عَليَاءٍ بِإجمَاعِ
فِي الصَدرِ نَمَّى نَحِيبًا ثُمَّ أصمَتَهُ
وأنْبَتَ الآهَ كالأشْوَاكِ فِي القَاعِ
يُخفِي لهِيبًا مُمِيتًا ثُمَّ يُظهِرُهُ
حُمَّى تَفُورُ عَلى مَرأىً وأسمَاعِ
كالنَّارِ يلتَهِمُ الأفْنَانَ أينَ نَمَتْ
فلا حَسِيسَ لَهُ إلَّا بِأَوْجَاعِ
ومَا انتِفَاعُ الوَرَى بالنَّارِ يَومَئِذٍ
إلَّا إذَا طَفِئَتْ فِي جَوْفِ مُرتَاعِ
مُخَادِعٌ لا تَرَاهُ العَيْنُ لَوْ سَهِرَتْ
أنْدَى الثَّرَى فَوْقَ أشْيَاخٍ وأيْفَاعِ
النَّاسُ تَنْعَى لِذِي القُربَى أقَارِبَهُمْ
وعِنْدَهُ يَسْتَوي المَنْعِيُّ بْالنَّاعِي
ذُلَّتْ لِصَوْلَةِ( كُورُونَا) الشُّعُوبُ، ومَا
تَوَجَّسَتْ غَيْرَهُ آذَانُ سَمَّاعِ
شَرُّ البَلِيَّةِ مَا يُبكِي بِها أُمَمًا
يُشقِي الرَّعَايَا كمَا يُشقِي بِهَا الرَّاعِي
يُفْنِي الحِمَامُ نُفُوسَ الخَلْقِ قَاطِبَةً
واللّهُ يُجزِي بِمَا نَالَت يَدُ السَّاعِي
إنْ كَانَ لِلْمَرءِ حَتْفٌ لَيسَ يُخْطِئُهُ
فالطِّبُّ سَلَّى نُفُوسًا قَبْلَ إرجَاعِ
ويَجعَلُ اللّهُ جُنْدًا نَستَغِيثُ بِهِمْ
تَألَّقُوا كَضِيَاءِ البَرقِ لَمَّاعِ
دُرٌّ شَمَائِلُهُمْ بِيضٌ صَحَائِفُهُمْ
مِثْلَ السَّنَا فِي ثَنَايَا اللَّيْلِ شَعشَاعِ
هُمُ الأَطِبَّاءُ فِي المَيْدَانِ بَسطَتُهُمْ
حِرْزٌ حَرِيزٌ لَنَا مِنْ شَرِّ فَزَّاعِ
إنْ قُلْتُمُ اركَبُوا هَوْلَ اللَّظَى رَكِبُوا
أوْ قُلْتُمُ استَبِقُوا هَمُّوا بِإسرَاعِ
مُرَابِطُونَ عَلى أنْفَاسِ مَنْ لَهَثُوا
كَأنَّهُمْ نَفْخَةٌ فِي صَدرِ مُلْتَاعِ
مُحَارِبُونَ قُدَامَى بِاسْمِ مِهْنَتِهِمْ
مُستَرهِبُونَ بِسِيْفِ العِلْمِ قَطَّاعِ
العَاكِفُونَ عَلى نَبْضِ الحَيَاةِ لَهُمْ
لِمُكرَمَاتِ الدُّنَى أطْوَالُ أبْوَاعِ
السُّقْمُ والبُرْءُ والتِرْيَاقُ هَمُّهُمُ
ومَبْسَمٍ لِشَقَاءِ الرُّوحِ مَنَّاعِ
حَتَّى إذَا اصفَرَّ عُودُ المُشتَكِي وَصَبًا
تَمَزَّنُوا مِنْ سَحَابٍ فَوْقَ أضْرَاعِ
لا غَرْوَ أنْ يِقتَفِي الظَّمْآنُ عَارِضَهُمْ
لِتَنْجَلِي قَتْرَة المُضْنَى بِزَعْزَاعِ
لِلّهِ دَرُّ طَبِيبٍ مُخْلِصٍ حَذِقٍ
وطاقمٍ كمِرَاسِ التُّرْسِ قَعقَاعِ
وإنْ يَكُنْ مَدْحُهُم إلَّا لِجَائِحَةٍ
فكُلُّ حَرْفٍ لِذِي التَطْبِيبِ مِطْوَاعِ
وإنَّ لِي حُظْوَة في الطِّبِّ تَرفَعُنِي
وحَسْبُ مَنْزِلَتِي نَظْمِي وإبْدَاعِي
خالد لوناس
لبَّيكِ يَا دَارُ إنِّي سَامِعٌ وَاعِ
وصَادِحٌ فِي اغتِرَابِي صَدْحَ أضْوَاعِ
أنَا امْرُؤٌ لِوَبَاءِ العَصرِ مُدرِكُهُ
ونَاصِحٌ أُمَّتِي مِنْ سُوءِ أوْضَاعِ
لِلشِّعرِ مِنْ مُهْجَتِي كَفٌّ يَلُوحُ بِهَا
ولَيسَ يبسُطُهَا سَهْوًا لِخَدَّاعِ
كالسَّيْلِ تستَرِقُ الأنفاسَ غَمْرَتُهُ
لم يَدعُهُ أبَدًا في الجَدْبٍ مِنْ داعِ
قد يسلَمُ النَّاسُ مِنْ طُوفَانِهِ هَرَبًا
إذا اعتَلَوْا كُلَّ عَليَاءٍ بِإجمَاعِ
فِي الصَدرِ نَمَّى نَحِيبًا ثُمَّ أصمَتَهُ
وأنْبَتَ الآهَ كالأشْوَاكِ فِي القَاعِ
يُخفِي لهِيبًا مُمِيتًا ثُمَّ يُظهِرُهُ
حُمَّى تَفُورُ عَلى مَرأىً وأسمَاعِ
كالنَّارِ يلتَهِمُ الأفْنَانَ أينَ نَمَتْ
فلا حَسِيسَ لَهُ إلَّا بِأَوْجَاعِ
ومَا انتِفَاعُ الوَرَى بالنَّارِ يَومَئِذٍ
إلَّا إذَا طَفِئَتْ فِي جَوْفِ مُرتَاعِ
مُخَادِعٌ لا تَرَاهُ العَيْنُ لَوْ سَهِرَتْ
أنْدَى الثَّرَى فَوْقَ أشْيَاخٍ وأيْفَاعِ
النَّاسُ تَنْعَى لِذِي القُربَى أقَارِبَهُمْ
وعِنْدَهُ يَسْتَوي المَنْعِيُّ بْالنَّاعِي
ذُلَّتْ لِصَوْلَةِ( كُورُونَا) الشُّعُوبُ، ومَا
تَوَجَّسَتْ غَيْرَهُ آذَانُ سَمَّاعِ
شَرُّ البَلِيَّةِ مَا يُبكِي بِها أُمَمًا
يُشقِي الرَّعَايَا كمَا يُشقِي بِهَا الرَّاعِي
يُفْنِي الحِمَامُ نُفُوسَ الخَلْقِ قَاطِبَةً
واللّهُ يُجزِي بِمَا نَالَت يَدُ السَّاعِي
إنْ كَانَ لِلْمَرءِ حَتْفٌ لَيسَ يُخْطِئُهُ
فالطِّبُّ سَلَّى نُفُوسًا قَبْلَ إرجَاعِ
ويَجعَلُ اللّهُ جُنْدًا نَستَغِيثُ بِهِمْ
تَألَّقُوا كَضِيَاءِ البَرقِ لَمَّاعِ
دُرٌّ شَمَائِلُهُمْ بِيضٌ صَحَائِفُهُمْ
مِثْلَ السَّنَا فِي ثَنَايَا اللَّيْلِ شَعشَاعِ
هُمُ الأَطِبَّاءُ فِي المَيْدَانِ بَسطَتُهُمْ
حِرْزٌ حَرِيزٌ لَنَا مِنْ شَرِّ فَزَّاعِ
إنْ قُلْتُمُ اركَبُوا هَوْلَ اللَّظَى رَكِبُوا
أوْ قُلْتُمُ استَبِقُوا هَمُّوا بِإسرَاعِ
مُرَابِطُونَ عَلى أنْفَاسِ مَنْ لَهَثُوا
كَأنَّهُمْ نَفْخَةٌ فِي صَدرِ مُلْتَاعِ
مُحَارِبُونَ قُدَامَى بِاسْمِ مِهْنَتِهِمْ
مُستَرهِبُونَ بِسِيْفِ العِلْمِ قَطَّاعِ
العَاكِفُونَ عَلى نَبْضِ الحَيَاةِ لَهُمْ
لِمُكرَمَاتِ الدُّنَى أطْوَالُ أبْوَاعِ
السُّقْمُ والبُرْءُ والتِرْيَاقُ هَمُّهُمُ
ومَبْسَمٍ لِشَقَاءِ الرُّوحِ مَنَّاعِ
حَتَّى إذَا اصفَرَّ عُودُ المُشتَكِي وَصَبًا
تَمَزَّنُوا مِنْ سَحَابٍ فَوْقَ أضْرَاعِ
لا غَرْوَ أنْ يِقتَفِي الظَّمْآنُ عَارِضَهُمْ
لِتَنْجَلِي قَتْرَة المُضْنَى بِزَعْزَاعِ
لِلّهِ دَرُّ طَبِيبٍ مُخْلِصٍ حَذِقٍ
وطاقمٍ كمِرَاسِ التُّرْسِ قَعقَاعِ
وإنْ يَكُنْ مَدْحُهُم إلَّا لِجَائِحَةٍ
فكُلُّ حَرْفٍ لِذِي التَطْبِيبِ مِطْوَاعِ
وإنَّ لِي حُظْوَة في الطِّبِّ تَرفَعُنِي
وحَسْبُ مَنْزِلَتِي نَظْمِي وإبْدَاعِي
خالد لوناس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق