الأحد، 19 يوليو 2020

احمد الدمشقي //////

كن طيباً إذا سمحت

لا تكن والجوع والفقر
علينا
فنحن يكفينا
نزيف الياسمين

ويكفينا اننا صرنا
نستغرب من أنفسنا
اذا شعرنا بالحنين

ويكفينا موت الوقت بالوقت

كن طيباً إذا سمحت

انظر
الى كلح الوجوه العابرة

من يبتسم يموت

ومن يضحك
يضحك كالعاهرة

لا سلام على عتبات المنازل

ولا فرق على طوابير الخبز

بين المقتول والقاتل

قد قال فلانٌ

إن الحاجة كافرة

ونسيت من تعبي
من القائل

ومن كان يطير اليمامات
في دمي
إذا جرحت

كن طيباً إذا سمحت

في دمشق يا سيدي
لم أعد أميز  يدي

كعود قصب
كحجر  صلب

كما امتداد غصن  خشب

في دمشق
من التعب يا سيدي
صرنا نسكتثر العتب

خيالات تمشي
كانها خشب مسندة

عيون فارغة الزرقة والخضرة
لا لون لها

و كهولة على الأرصفة
ممددة

في دمشق يا سيدي
الطفولة مهددة
والرجولة مهددة

فهل ستضمني حقاً
 الى صدرك
اذا خفت

كن طيباً اذا سمحت

كن طيباً
كما كان بردى
وكما كانت الحواري

كما كان جارٌ
يحمل قربة الماء لجاره

من السبيل البعيد لبيته

وكما كانت للأغنيات
في صباح المدارس

كن طيباً
كما كانت القهوة
تغسل أدمغتنا مجانا

كما ضحكة بائع الخبز
اليابس

كن طيباً اذا كنت
اليوم حياً

وطيباً
إذا مت

كن طيبا اذا سمحت

ماذا حصل في دمشق
قال عاشق
لحبيبته
وهو  ينحر امام قدميها
قصيدة عشق

قالت

لم يبق في  رف المطبخ
الا دلة  وصورة وماء
يطبخ ليلا على انه حساء

لم يبق في عروق الدمشقيين
نبض

يتكلمون كالسكارى
وما هم بسكارى
ولكن الفقر شديد

لما يقبل زوجته
و هو لا يقوى  ان يخبرها

انه بعد يومين
سيأتي العيد

وأي عيد يا شام
و مشاعرنا باتت حديد

وأنا تعبت من البكاء
على ذكرياتي
ثم تعبت

كن طيباً اذا سمحت

كن طيبا
وغادر الى حدود السحاب

دع الموتى للموتى
ودع الذي يبحث
في القمامة عن قوت يومه
يقفل الكتاب

ويكتب جملته الاخيرة:

كنّا هنا نجتر الجمال من
عروق السوسنا

فصرنا شوكاً  يدمي بعضنا بعضنا

فاتركنا يا سيدي
لحزننا إذا شئت

ولا تكن طيباً

إذا سمحت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق