الثلاثاء، 1 أكتوبر 2019

K Z//////

هدنة مع الروح..

تحت هذا العنوان تندرج جميع التنازلات ، العقلية منها والقلبية سعياً للراحة المرجوة بعد نزالاتٍ ومعارك خضناها في مسيرتنا الحياتية ..

هدنة الروح هي ملاذ النفس إلى السكون والهدوء دون اللجوء إلى التفكير ولا حتّى بأبسط الأمور ..

هي اتّكاء العقل على القلب وتقوقِعِهما داخل الصّدر تحت رعاية الضمير ....!

هي الهروب من ضغوطات الفصول .. كحرّ الصّيف و ريح الشتاء و اصفرار الخريف وتلوّن الربيع..

هي صمت الذات عن أحداث النهار و اسوداد الليل و دوران الأرض في الكون الفسيح..

هدنة الروح ... هي موت الوعي بالعالم الخارجي والتوقف عن التفاعل مع التغيرات المنطقية واللامنطقية والتي يتعرض لها الإنسان بشكل يومي مع الأفراد والبيئة المحيطة ..

وكوننا بشر نملك كم هائل من المشاعر ، فلا إنكار من الجميع أننا في لحظةٍ ما نحتاج لهذه الهدنة وقد نلجأ لها بعد خيباتٍ متتالية وصفعاتٍ متكررة وآمالٍ متبعثرة وهرولةٍ مُتعِبة نحو مستقبلٍ مجهول .. يُخفي في طيّاته ألف سؤالٍ دون إجابة وألف إجابة لسؤالٍ مُبهم .. مستقبل تربطه علاقة وطيدة بالحاضر والماضي ولا ينفكُّ بتهديدنا لتكرار أحداثٍ جعلتنا نفقد لذّة الحب والأمان ..

وفي نهاية المطاف سنَخُطُّ بقلمٍ قد جفَّ حبر التمني فيه آخر علامةِ ترقيم تشهد على محاولاتنا اللامنقطعة وصبرنا الطّويل وسعينا المتواصل وعطاءنا المبذول لتبديد الظّلام وما يحوي من سرابٍ وضبابٍ أهلكَ النفوس علَّ بعد النقطة تُفتح صفحة بيضاءَ ناصعة تُنكر في صفائها ما كان فتعيد للروح شغفها وللثّغر ابتسامته ونبدأ من جديد
                            ( . )
K.Z

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق