داليا اياد /////

مشاعر متناثرة...

أعرف جيداً معنى
 أن يسير الزمن بعيداً عني
وأعرف جيداً عدم مصالحتي
مع نفسي
وأعرف جيداً معنى غربة روحي
ولكن الذي أتأكد منه
هو ذبول القلوب
التي أصبحت هشة
داخل أجسام تبحث
عن الضوء ولن تراه
وفِي كل ليلة
أنثر حروفي على ورقي
ولا أدري أين يكون قلبي  !
تارة أصنع كوباً من الحب
وتارة أرسل فطيرة أشواقٍ
بطعم الجنون
مزينة بقطرات الشهد واللهفة
وتارة أعزف على الأغصان
وسنابل الشوق تتمايل
ولكن لم يكف التفكير عن ملاحقتي
فجلست على شرفة الذكريات
أنظر للماضي للحاضر والأوهام
دموع ملتهبة ونزيف مشاعر
متناثرة
أحلام يقظة وأحلام غافلة
ومشاعر متلاحقة
أستذكر شط ألاماني
وتحلقي بالنجوم في فضاء
الحلم
ثم درات الايام  وكل منا في
طريق عكس الاتجاه
ذرفت عيناي دموع الذكريات
أستنشقت أنفاسي
أشعلت سيجارتي
وتسربلت الآه مكتومة حد الوجع
وأيقنت أن القلوب تطير
ما بداخلها مثل دخان سجائري
وتتحول لظل في النهاية
لا ملامح له .
وهز حنيني الطفلة التي
كانت تلعب في ساحة الحي
ترسم على الحيطان وجه فارس الاحلام
وهي تبتسم
وتغفوا على ساعديها ألامل
وعينيها ترى ألوان قوس قزح
وتعلن سحر الحب
ربما يكون قلبها مازال شمعة مضئية
ولكن بضوء خافت
فأصبحت عارية أمام نفسي
ومجردة من أي أحلام
بعد ذلك الوقت
الذي جف فيه ورق الشجر
وأتى الخريف على مصرعيه
وكأن ميلاد جديد قد أتى
ليعود على ساعديه صبح
ميلاد شاعر جف حبره
داليا إياد