الأربعاء، 1 أغسطس 2018

اسحاق عثمان /////

* أين هُم وأين أنا *

أين الرِّجال ؟
الرِّجال نائمون !!؟

أين النساء ؟
النساء فوق الرِّجال يغرقنَ في أحلامهم !

أين الشباب ؟
بعضهم يتثائب ويحاولُ الإيقاظ أو الاستيقاظ
من عُهرِ التلفاز
والبعض الآخر .. إن أطلقَ الهاتفِ النقّال سراحهُ فهو نشاز !!؟

أين الأطفال ؟
إنهم إخوة الشباب .. وأبناء آبائهم

أين أنتم  ؟
أنتم هُنا ولستُم هُنا !

أين هُمْ ؟
هُم هُنالِك وما عادوا هُنا !؟

أين الفُقراء ؟
مشغولون بلُقمةِ العيش

أين الجوع ؟
في كلِّ مكان ؟!

أين أبي ؟
أراحَهُ الموت .. والموت حاضرٌ في مِرآتي

أين أمي ؟
هي دائمآَ في البيت .. واعتادت أن توقظني من حُلمٍ جميل !

أين إخوتي ؟
أربعةُ أقمار تدورُ في فلَكي ونجمتان مُضيئتان

أين التي اخترتُ ؟
بعد عِقد من الزمان .. اختارت رجُلاً آخر ؟

أين أنتَ مني ؟
لا أعلمُ ولكنكَ تعلم

أين الحنين ؟
أودعتهُ في بئرٍ عميق

أين الدفء ؟
في ليلةِ شتاء عاصفه

أين الوفاء ؟
مع يوسف في غياهب الجُبِّ

أين الربيع ؟
خلفَ الشتاء بلا شكّ

أين الغيث ؟
في عيون الأُمَّهات

أين الحُلم ؟
هاجرَ بلا تذكِرة للسفر

أين الفراشات ؟
ما زلتُ أُتابعُها .. وإن أضاعت وأضعتُ الدرب

أين العصافير ؟
في قفص المُتحررين !؟

أين الصباح ؟
مع العصافير وفنجان الأمل

أين بيتي ؟
على خارطةِ العولمة

أين الشمس ؟
تغيَّرَ الطّقسُ وغابت خلفَ غيوم النفط السوداء

أين القمر ؟
ما عادَ رمز المُحبّين ..
فقد حطَّ عليه رُوَّادُ الفضاء

أين الأرض ؟
تدورُ على نفسها وما برَحت مكانها

أين اْلدِّين ؟
تُساومُ عليه الشياطين

أين الصلاة ؟
انشغلنا عنها لِضيق الوقت !

أين القرآن ؟
في اللّوح المحفوظ ، وعلى مكتب القاضي يحلِف عليه الكاذبون !
وعلى الرّف بين ظهرانينا
لا أعلم .. وكُلّ ما أعرفهُ أنه ما عادَ في قُلوبنا !؟

أين المِحراب ؟
على سِجَّادةٍ نائمة

أين الكرامة ؟
في ثّلاجة الموتى !

أين المُثقف ؟
في جيبِ التاجر !؟

أين التاجر ؟
في رحلةِ الشِتاء والصيف

أين رأس المال ؟
وّظِّفَ لِدعمِ ديمُقراطية الجّاهلية !

أين الديمُقراطية ؟
محفوظة ومصونة في السجون !!

أين السلاح ؟
في دُكّان لُعب الأطفال !؟

أين الرّصاص ؟
في بيتهِ نائم !!!

أين البلاد ؟
في عينِ نجمة سُداسية الأبعاد

أين القادة ؟
في اجتماعٍ دائم

أين معاشي ؟
في بنكِ الشركات الكُبرى

أين الألوان ؟
امتزجت وصارت مُبهمة !

أين النوارس ؟
تستعِدُّ لنهارٍ جديد

أين ال أين ؟
في ال كيف وال متى !؟

أين محبوبتي ؟
رأيتُها تغدو في قطيعٍ من الغزلان الشّاردة

أين راحتى ؟
خارج أسئلة الاستفهام

أين ضَالَّتي ؟
في الحِكمة

أين أنا ؟؟
أُحاولُ أن لا أكون بين هؤلاء ..
وأن أكون أو لا أكون

أين القيامة ؟
في علمِ الغيب ، ولكنها أظهرت معالمها الصُّغرى
إنها مسألة وقت

أين الحِكمة ؟
في عُمقِ التجربة

أين رأسها ؟
في مخافة الله

                                                     # إسحاق عثمان
                                                      ( من الأرشيف )
...................................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق