" عوانس "
أُفٍّ للسّنين
ولحسابات السّنين
يا ويلكَ
لو سألْتَ امرأةً عن عمرها بعد الثلاثين
يستفزُّهُنَّ السؤالُ
كأنّ الإخفاءَ يُثبِّتُ عُمْرَ الطفولة
أمّا الأسبابُ
فثقافةٌ موروثة منذ آلاف السنين
سيداتي
رأيْتُ العجَبَ فيكُنَّ
أأنتُنَّ بِضاعةٌ؟
أيُرعِبُكُنَّ انتهاءُ الصلاحية؟
فتُصبِحْنَ غير صالحاتٍ للإستعمالِ الآدميّ؟
أنتُنَّ بذي الثقافةِ أهَنْتُنَّ أنفُسَكُنَّ
وقبلْتُنَّ بأنْ تكونَنَّ غذاءً لمجتمعٍ ذكوريّ
ما هكذا الظّنُ بِكُنَّ؟
باللهِ عليكُنَّ
ألا تملِكْنَ كُلَّ مُكوّناتِ الأنوثةِ بعد الثلاثين؟
فلا تكترثْنَ لثرثراتٍ سخيفةٍ من المُعقَّدين
ولا تؤكِّدْنَ بممارساتِكُنَّ مفاهيمَ الشرقيين
إنّي أسألُكُنَّ :
لماذا تُطلقُ على كلّ مَنْ لم تتزوّجْ صفةُ " التعنيس "؟
لماذا يُسحبُ منها في دولةِ المؤنثِ حقُّ " التجنيس " ؟
تلوكُ الألسُنُ :
" عانِسٌ " مسكينةٌ فاتها القطار
أيُّ قطار ؟
أكُلُّ متزوّجةٍ باسمةُ الأقدار ؟
بئساً لثقافةٍ صُنِّفَتْ العزوبةُ فيها عيباً يُلامسُ العار
كم من عازبةٍ رفضتِ الزواجَ لأنّ الزواجَ اختيار ؟
ما أرادت خوضَ التجربةِ كلاعبةٍ على طاولةِ قِمار
أمامها صُوَرٌ مُهشَّمةٌ وألف انكسارٍ وانكسار
هي ما خسرتْ أنوثتها لا بل أعلنتها مُمَيّزةً في ضوء النهار
***
سيداتي سادتي
لا تنظروا الى العازبةِ بعد الثلاثينِ بشفَقَه
ربما هي مَنْ ترثي لحالكم
ليسَ الزواجُ لُعبةَ عُمْرٍ
ولا السعادةُ تُدَوَنُ على ورقة
فمَنْط يركبَ القطارَ قبل صيانتِهِ يذهبُ الى المجهولِ
وربما الى مِحرقة
لم يفُتِ " العانسَ " القطار
هي مَنْ أبَت ركوبَ القطار
وهي مَنْ رفضتْ لعبة القِمار
وهي مَنْ فضَّلتْ أنْ يُقالَ عنها " عانِساً " ألفَ مرّةٍ ولا يُقالَ عنها مرّةً واحدةً إمرأةً مُطلّقة
وكُلُّ الكلامِ المُتداولِ عن " العانسِ " هرطقةٌ بهرطقة
سيداتي
لا تخجلْنَ بأعماركُنَّ
أعمارُكُنَّ كتابُ حياة
أنتُنَّ ليس بضاعةً
أنتُنَّ مفتاحُ الصلاة
لو هاجَ بحرُ ذكورنا
أنتُنَّ أسطولُ النجاة
عُمْرُ الطفولةِ طيّبٌ
لكنهُ يخشى الشَّتات
والطُبُّ قال قولَهُ
العُمْرُ لا يُلغي " الفتاة "
تبقى الأنوثةُ طالما
القلبُ لا يخشى الوفاة
*********************
شاعر الامل حسن رمضان - لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق