الثلاثاء، 25 أغسطس 2020

فادي سلامه //////

 أفكاركَ تشبه خطاياكَ،


اشتقتُ لي،

فقد أضعتني 

منذ عقدين وأكثر،

دعوتُ نفسي لنحتسي،

كوب قهوة ذات حنين،


عاتبني،

بصمته الموجوع،

ونظراتٍ تعري 

ما كان يستر عجزي،

سألته لماذا خذلني،

وتَرَكتني أسيرُ وحيداً،

في طريقٍ وعرٍ ومظلمٍ،


رنا في عينيّ الدامعتين،

ارتشَفَ رشفة من قهوتي،

وقال،

اشتقتُ لكَ،

كنتَ دثاري،

وكنتُ ظلّكَ،

وافترقنا،

بهرتك أضواء المدينة،

نسيتني ومضيتُ،

إلى عالم مزيّف الملامح،

وجوهٌ لا تشبه الوجوه،

مطليةٌ بمساحيق التبرج،

أقنعةٌ تخشى الهواء،

وتهاب المطر.

أنتم الشعراء 

يأخذكم الجنون،

إلى عوالم غريبة،

أحزانكَ حكرٌ عليكَ،

أوجاعكَ ملكٌ خالصٌ لكَ،

أفكاركَ تشبه خطاياكَ،


قلتُ 

اشتقت لكَ،

لضحكتكَ، 

لابتسامتكَ،

دفء أنفاسكَ،

وهي تدثر جسدي الآثم،

ككفنٍ معطرٍ،


أجابني مجاملاً،

"وأنا أيضاً"،

ربما لم يقلها،

لكن هيئ لي

أني سمعتها،

وأدركُ أنه

لم يكن يعنيها،

فما يكابده

كان أشد وطأةً

من شوقٍ عابرٍ،


كسا الحزن ملامحه وقال،

لقد ثملتَ من خمر الحياة،

أما أنا،

بقيتُ نقياً،

لم أتلوث،

لم أتلون،

كنت أراقبكَ من بعيد،

من خلف قضبان 

سجني الطوعي،

أبكيكَ بصمت.

ما عدتَ تشبهني،

ما عدتُ أنا أنتَ،

ولا أنتَ أنا،

بتنا نقيضين،

يفصلنا ليلٌ بلا اسوار،

فلماذا تذكرتني الآن؟

لماذا أيقظتني من نعشي؟


دنوتُ منه كي أحتضنه،

لمستُ يده،

كانت باردةً كالموت،

رمقني بنظرة مودعٍ،

ابتلعه العدم وتلاشى.!

تَرَكني هناك،

أحدق في الليل،

أحفر بنظراتي،

ثقباً في العتمة،

ليتسلل منه

بصيصٌ من نور!


أدركَني العجز 

قبل أن أنضج،

أدركَني نفقٌ مظلمٌ،

قبل أن تسطع شمسي،

هرمتْ روحي قبل جسدي،

متى يأتي الخلاص؟


لا تخلو بنفسك كثيرا،

لا تبَحُ ْللبحر بكل أسرارك،

لا تغمضْ عينيكَ

قبل أن تعيد رسم

تفاصيل حلمكَ الآتي،

واطبع قبلة على جبين النهار

قبل أن يقبض الليل روحه.

اقذف في رحم الليل 

نطفة أحلامكَ،

لعلّه ينجب يوماً

يحمل في تفاصيله

ملامح الفرح.!!!


#فادي سلامة#

05-07-2020

عمرو البعداني///////

((صنعاء زنبقة المدائن ))

مررنا على دار الحبيب فردنا
                   عن الدار قانون الأعادي وسورها
           #تميم البرغوثي
كان هذا البيت أسرع ما هطل على ذاكرتي 
عند اقترابي من أسوار المدينة العاكفة تحت وطأة الحرب والمتعطشه للحب 

                  ((( صنعاء )))
رغم كل السياط التي تجلدها ورغم الحزن المتسكع في أزقتها إلا أني شعرت بشيء يجتاز الأسوار العتيقة ليهمس في أُذني لا تحزن لازال هناك نافذة يتسلل منها بريق أمل يجتاز كل النوافذ المرصعة بالبؤوس 
لينير جدران الغرفة المعتمة 
لا تخف لم أعد اعرف عدد السنين التي دونها الزمان منذ ولادتي 
دعك من كل شيء وقلب في صفحات الدهر 
لتعرف كم من الجبابرة سقطو هاهنا امام السور
وبقيت أنا .

صنعاء تلك الفاتنه التي كلما اعتلاها الشيب تساقطت لتعود زنبقة المدائن أكثر جمالًا .

#عمروالبعداني 
٢٥/اغسطس/٢٠٢٠م

الجمعة، 7 أغسطس 2020

خالد الخليفه///////

 دون وجهة ..

تبتلعني العزلة  ..

في مشنقة ذاك المدى ..

لأعيش نصف حياة ..

وأحلامي تصبح مقبرة ..

ألعن الوحشة في أقبيتها الوقحة ..

وظلالك تقف على ساق واحدة ..

أن أعتذرت فما يجدي .. ؟

بعد الرحيل أسفار الاعتذار ..  

وما جدوى التعلل بالحوار .. ؟ 

لهفة الريح في كف اللقاء ..

على أبواب مداك تنحني ..

باحثة عن ظلك بداخلي ..

أقطف رذاذ عطرك ..

على سبيل الأشتياق ..

الخريف في عراء صحوتي ..

والصيف مد أصابعه الساخنة ..

داخل فمي .. !!

لي جرح وقلب ..

من رجفة الندى تشبهك ..

حد الاحتراق ..

طعم الشوق في رئتي .. !

ظل البرد يقشر الحزن ..

على أوردة يدك ..

فيكتمل الحنان ..

لأغسل به المساء ..

والوجع دونك يؤرقني ..

مثل سراب أبيض لا ينتهي .. !

حين تشيخ الأزمنة ..

نشوة العناق تطير محلقة ..

أين في السماء أنت .. ؟

أين في الاصداء همسي .. ؟

أين دفئك في يدي .. ؟

وأين يأس الأنتظار في وحدتي .. ؟

هل غدت نارك رماداً .. ؟

أم عصف الأعصار برأسي .. ؟؟ .


خالد الخليفة  7 / 8 / 2020