الثلاثاء، 6 أبريل 2021

مصطفى الحاج حسين ///////

 *** الجوع ..


         شعر : مصطفى الحاج حسين  


تجوعُ أصابعي لكفِّ يدِكْ

كجوعِ الوردةِ للندى

والفراشاتِ للضوءِ

تجوعُ أنفاسي لعُطرِكْ

كجوعِ الموجِ للأرضِ

والشراعِ للعواصفْ

تجوعُ عيناي لمرآكِ

كجوع النار للنَّسمةْ

والأقمارِ إلى قُبلِ العاشقينَ

تجوعُ قصيدتي لصفاتِكْ

كجوعِ لغتي إلى المعنى

والسماءِ إلى الغيمةْ

تجوع روحي إلى جسدِكْ

كجوعِ الشهقةِ إلى الآهِ

والأرضِ لسنبُلةٍ 

 إليكِ أجوعُ أجوعْ

كجوعِ الموتِ إلى ظمئي

وجوعِ القبر إلى صمتي .


                   مصطفى الحاج حسين 

                          إسطنبول

الجمعة، 2 أبريل 2021

مصطفى الحاج حسين //////

 * الدّربُ المرصود ...*


               شعر : مصطفى الحاج حسين .


قالت ليَ الدّروبُ

لا اسمَ لكَ في الوطن

ولا في قوائمِ القتلى

فارجع .. ولا تقترب

قبلَ أن أقضمَ قدميكَ

مرصودةٌ أنا

باسمِ الحاكمِ العسكريِّ

الذي يبيدُ الآثمينَ

لا تكن ملحاحاً فتقتل

لقد نفرت منكَ البلاد ُ

من يومِ أن تجرأتَ

ورفعتَ رأسَكَ عن الأرضِ

وتطلّعتَ صوبَ السّماء

وأنتَ لم تخلق ْ إلاّ للترابِ

مع الزّواحفِ وجدتَ لتنمو

وتحصدَ الغلالَ لحضرةِ الوالي

لا تدنُ من ترابٍ يمقتُ ظلَّك َ

ولا من سماءٍ تتأفّفُ من قامتِك

أو بحرٍ متعطّشٍّ لخنقِك

اذهب ..

حيثُ ما هربَ البقيّةُ

الوطنُ ليس لمن نادى للحرّية

لا حرّيّةَ هنا إلاّ للسادةِ الكبارِ

أنتم حثالةُ الضعفِ

رعاعُ الحاشيةِ

تعملونَ بلا أجرٍ

تأكلونَ لحمَ بطونِكم

تنامونَ فوقَ حصى العراءِ

ليس من حقِّكمُ الكلامُ

ولا كرامةً لكلِّ مَن يتأبّى

طوبى لحاكمٍ يدفنُ شعبَهُ

في رمالِ الخنوعِ

طوبى لأرضٍ تطردُ أصحابَها

وتستقدمُ إليها الغرباءَ *.


                           مصطفى الحاج حسين .

                                 إسطنبول